إدراج "الفاية" في الشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي

إنجاز جديد يحسب للإمارات العربية المتحدة على مستوى الثقافة، حيث اعتمدت لجنة التراث العالمي في دورتها الـ47 المنعقدة في باريس قراراً جماعياً بإدراج "الفاية" في إمارة الشارقة، ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

الفاية التي تقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، حصلت على هذا الاعتراف لما تتمتع به من قيمة عالمية استثنائية، كونها تحتفظ بأحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، والتي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام.

وتعتبر الفاية هي ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا الاعتراف العالمي المرموق، بعد إدراج مواقع العين الثقافية في عام 2011، اذ يؤكد إدراج ملف الترشيح الدولي المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية، مكانة الشارقة والإمارات كمهد للتاريخ البشري المبكر، ويعزز حضورها في سجل الحضارات الإنسانية العريقة.

ويسجل الفاية على أنه الموقع الصحراوي الأول الذي يوثق حقبة العصر الحجري المسجل في قائمة التراث العالمي، ما يجعل هذا الاعتراف علامة فارقة في فهم تطور الإنسان، إذ تشكل الصحارى نحو 20% من المواطن البيئية على سطح الأرض، وتقع في مواقع محورية على خريطة استيطان الإنسان للكوكب.

 ويجسّد استقرار الإنسان فيها فصلاً حاسماً من فصول التاريخ البشري.

ونيابةً عن دولة الإمارات وإمارة الشارقة، أعربت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، السفيرة الرسمية لملف الترشيح الدولي لموقع الفاية، عن شكرها لرئيس لجنة التراث العالمي وأعضائها الموقّرين، على هذا الاعتراف التاريخي، مؤكدة أن قصة الفاية تشكّل جزءاً أصيلاً من الحكاية الإنسانية المشتركة.

وأضافت: إن إدراج (الفاية) يرسّخ إسهام الشارقة في كونها مهداً للتاريخ البشري المبكر، ويبرز الدور المحوري لشبه الجزيرة العربية في رحلة الإنسان للخروج من إفريقيا.

 وتُعد الأدوات الحجرية التي عُثر عليها في الفاية، والتي يتجاوز عمرها 200 ألف عام، دليلاً ناطقاً على عبقرية أسلافنا وجذور التقاليد الثقافية العميقة في منطقتنا.

هذا وتضم قائمة التراث العالمي حالياً 1226 موقعاً ذا قيمة عالمية استثنائية، منها 955 موقعاً ثقافياً، و231 موقعاً طبيعياً، و40 موقعاً مختلطاً، موزعة على 168 دولة، فيما يبلغ عدد مواقع التراث العالمي في الدول العربية حتى اليوم 96 موقعاً في 18 دولة.