ثمانية من أفضل الأماكن في العالم لرؤية الشفق القطبي

إن الرقصة السماوية الساحرة للأضواء الشمالية الزرقاء والخضراء هي تجربة فريدة من نوعها بالنسبة للعديد من المسافرين وعلماء الفلك.
فقد شاهدنا جميعًا صورًا خلابة لأضواء زرقاء وخضراء متموجة تتراقص في سماء ليلية صافية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن قليلين هم من ستتاح لهم فرصة الوقوف تحت هذا العرض السماوي بأنفسهم.
ما هي الأضواء الشمالية؟
تعرف أيضًا باسم الشفق القطبي، وهو عرضٌ دواميٌّ من الأضواء الخضراء والزرقاء التي تتحرك بشكلٍ غير متوقع عبر السماء في مناطق مُحددة من العالم.
ويُعتقد أن غاليليو كان أول من أطلق اسمًا على هذه الأضواء الراقصة عام 1623، حيث اشتُق اسم "أورورا" من إلهة الفجر الرومانية، و"بورياس" من إله الرياح والعواصف اليونانية، "أورورا" هي أيضًا كلمة لاتينية تعني الفجر.
ما هو سبب ظهور الشفق القطبي؟
الشفق القطبي ظاهرة كهربائية طبيعية ناتجة عن تفاعل جسيمات الشمس مع الغلاف الجوي العلوي للأرض، تجذب المجال المغناطيسي للأرض هذه الجسيمات نحونا، ثم تصطدم بذرات النيتروجين والأكسجين، هذا الاصطدام هو ما يُنتج الأضواء الملونة.
تُعتبر الأضواء الشمالية تجربةً لا تُنسى للعديد من المسافرين ومراقبي السماء، وتتأثر ألوان الشفق القطبي الزاهية بالتركيب الكيميائي للغلاف الجوي للأرض.
أين هي أفضل الأماكن لرؤية الشفق القطبي؟
أول دليل على مكان وجود الشفق القطبي هو اسمه، أفضل الأماكن لمشاهدة الشفق القطبي تقع شمالًا باتجاه الدائرة القطبية الشمالية، مثل ألاسكا، وكندا، وأيسلندا، وجرينلاند، والنرويج، والسويد، وفنلندا.
ما هو أفضل وقت لرؤية الشفق القطبي؟
أفضل وقت لمشاهدة الشفق القطبي هو ليلة صافية مظلمة خالية من السحب، سواءً عند ظهور القمر الجديد أو حوله.
ويُعد فصل الشتاء أفضل وقت لمشاهدة الشفق القطبي، من ديسمبر إلى مارس في نصف الكرة الشمالي، راقب السماء بنظرة ثاقبة من الساعة 9 مساءً حتى 2 صباحًا، غالبًا ما تكون الأضواء في أوج نشاطها خلال فترات مدتها 30 دقيقة، وقد تظهر كل ساعتين في أوقات الذروة.
ومع ذلك، فإن الشفق القطبي ظاهرة طبيعية غير متوقعة ومتقطعة، وقد لا تُرى بالعين المجردة أو لا تحدث على الإطلاق، لذا يستحيل ضمان رؤيتها.
ثمانية من أفضل الأماكن لرؤية الشفق القطبي
النرويج
يدخل شمال النرويج فترة من الظلام من أواخر سبتمبر وحتى مارس، حيث يخيم الليل على المنطقة من وقت الظهيرة حتى أواخر الصباح، وهي ظروف مثالية لمشاهدة الشفق القطبي.
إحصائيًا، يكون الشفق القطبي في أوج نشاطه خلال أشهر مارس وأبريل وسبتمبر وأكتوبر في النرويج، بل إن هناك تطبيقًا يُدعى NorwayLights يُتيح الوصول إلى توقعات الشفق القطبي لثلاثة أيام لمساعدة مُراقبي السماء في تحديد أفضل وقت ومكان لمشاهدة العرض.
وأفضل المدن والمواقع لمشاهدة الشفق القطبي في النرويج هي بودو، ولوفوتن، ونارفيك، وترومسو، وسفالبارد، ومنطقة لينغينفيورد، ونوردكاب، وفيستيرولين، وكيركينيس، وفارانجر، وسينجا.
جرينلاند
تتميز مدن وتجمعات سكان جرينلاند بتأثيرها البيئي المنخفض وتلوثها الضوئي المنخفض، مما يوفر بيئة مثالية لمشاهدة الشفق القطبي.
وفي الشتاء، يمكن رؤية ألوان الأخضر والأرجواني والأزرق تتلألأ فوق تضاريس جرينلاند ومدنها المغطاة بالثلوج.
تُعد الطبقة الجليدية في جرينلاند في كانجرلوسواك، ومدينة سيسيميوت الساحلية، وإيلوليسات في الشمال من أفضل المواقع لمشاهدة الشفق القطبي في جرينلاند، كما تُعد كولوسوك وتاسيلاك في الشرق، والعاصمة نوك، منصات رائعة لمشاهدة الشفق القطبي.
كندا
في حين أنه من الممكن رؤية الشفق القطبي في أي مكان تقريبًا في كندا على مدار العام، إلا أن المناطق الشمالية هي أكثر المناطق نشاطًا.
وتُعدّ المناطق ذات التلوث الضوئي المنخفض أو المنعدم هي الأماكن التي يحظى فيها الزوار بفرصة أكبر لرؤية الشفق القطبي، والذي يُرى في الأقاليم الشمالية الغربية حوالي 240 ليلة سنويًا.
يقع شمال مانيتوبا في الدائرة القطبية الشمالية، وهنا ستجد تشرشل، التي تُصنّف نفسها كواحدة من أفضل ثلاث مناطق في العالم لمشاهدة الشفق.
كما تشهد يوكون، ونونافوت، ونيوفاوندلاند، ولابرادور، وأونتاريو، وألبرتا هذه الظاهرة.
أيسلندا
لمن يزور أيسلندا بغرض مشاهدة الشفق القطبي فقط، يُنصح بحجز إقامة بين سبتمبر وأبريل.
تُعد حديقة ثينجفيلير الوطنية في الجنوب، ووادي أسبايرجي في الشمال، وجبل كيركجوفيل في الغرب نقاط انطلاق ممتازة لمشاهدة الشفق القطبي، ولكن مشاهدته شائعة أيضًا في أماكن مثل المضايق الغربية وشمال أيسلندا - مع أنه يُفضل تجنب المدن بسبب التلوث الضوئي.
كما تُعد بحيرة جوكولسارلون الجليدية في جنوب أيسلندا، وبعض أجزاء من ريكيافيك، وتل أوسكجوليد، وشبه جزيرة سيلتجارنارنيس من الأماكن الشهيرة.
https://youtu.be/33AR10qPZlM
السويد
تظهر الشفق القطبي لأول مرة في الأفق في سبتمبر في أقصى شمال السويد، ويمكن رؤيتها في كيرونا وما حولها،
وبحلول يناير، يمكن رؤية الإضاءات الوردية والخضراء والأرجوانية في جميع أنحاء لابلاند السويدية.
تُعد أبيسكو ومحطة أورورا سكاي في شمال السويد موقعًا رائعًا لمشاهدة الشفق القطبي، تليها قرية يوكاسيارفي، وبورجوس في لابونيا، موقع التراث العالمي لليونسكو.
لابلاند الفنلندية
تتألق الأضواء الشمالية يوميًا تقريبًا في لابلاند الفنلندية بين شهري سبتمبر ومارس.
ويُنصح زوار المنطقة بزيارة روفانييمي، عاصمة فنلندا والمعروفة بأنها مسقط رأس سانتا كلوز الرسمي في الدائرة القطبية الشمالية.
اشترك في موقع "Auroras Now!" التابع للمعهد الفنلندي للأرصاد الجوية لتلقي تنبيهات عبر البريد الإلكتروني حول الأحوال المغناطيسية.
ألاسكا
تقع ولاية ألاسكا الأمريكية غير المتجاورة على حدود كولومبيا البريطانية ويوكون في كندا، وهي من أفضل الأماكن لمشاهدة الشفق القطبي.
خصص رحلة إلى هذه الولاية المغطاة بالثلوج من أغسطس إلى أبريل لزيادة فرص مشاهدة الشفق القطبي، ثم توجه إلى المناطق الداخلية والقطبية الشمالية.
تُعد مدينة فيربانكس الوجهة الأمثل لمشاهدة الشفق القطبي بفضل انخفاض تلوث الضوء، وطول فترات السماء المظلمة، وموقعها المثالي تحت الشفق البيضاوي، وهو شريط حلقي الشكل يحوم في الغلاف الجوي فوق الدائرة القطبية الشمالية حيث يتركز نشاط الشفق القطبي، كما تُقدم مواقع مثل كولدفوت، ووايزمان، وبارو، وديدهورس عروضًا رائعة.
اسكتلندا
نادرًا ما تكون اسكتلندا أول ما يتبادر إلى ذهن الناس عند تحديد مواقع مشاهدة الشفق القطبي، ولكن يمكن التقاط لمحات من رقصة الشمس في بعض المواقع في جميع أنحاء هذا البلد الجميل.
في الواقع، يقع شمال اسكتلندا على نفس خط عرض ستافنجر في النرويج، يُعرف الشفق القطبي في هذا الجزء من العالم باسم "راقصي ميري"، ويمكن رؤيته من جزر هبريدس على جزر لويس وهاريس وسكاي.
كما يمكن رؤيته في أبلكروس ولوشينفر وشمال أولابول على الساحل الغربي، وكذلك رانوتش مور وبيرثشاير وكيرنجورمز، وفي إدنبرة إذا كان الشفق القطبي قويًا.
كما يمكن رؤيته أحيانًا في أبردينشاير وساحل موراي وأنغوس وفايف وشرق لوثيان.