خالد الصفتي عن عرض الملك لير: الفخراني أستاذ وخبرة وفنه بلا افتعال

كشف الكاتب والرسام خالد الصفتي عن تجربته في مشاهدة مسرحية "الملك لير" للفنان يحيى الفخراني، والتي حرص على حضورها بسبب ما صاحبها مؤخرا من دعايا مثيرة للاهتمام.
وقال الصفتي من خلال منشور على صفحته الشخصية في فيسبوك : حينما قررت أحجز لمسرحية الملك لير فوجئت بأن الحجز أون لاين فقط، ووجدت الموقع معقد وبلا خطة أو تحديد للمقاعد، ولكني لاحقا صادف أن دعتني واحدة من الصديقات للعرض وحصلت لي على تذكرة، ورغم أن المسرح القومي في أزحم مكان وهو ميدان العتبة، لكن الحقيقة يمجرد المرور من بوابته الفاخرة فوجئت أنه مسرح لا يقل أناقة عن دار الأوبرا، شياكة وجمال لم أتوقعهم، وكم كبير من الناس ووجوه مبتسمة من كل الأعمار، لأن الكل يثق في أنه سيشاهد عرض محترم مادام اسم الفخراني يحمله.
وتابع: “والأهم أن المسرح يحكمه انضباط شديد والديكور جميل ومتغير لأشكال كثيرة وأماكن لا تخطر على بال، من قاعة بالقصر الملكي لغرفة نوم الأميرة، لعاصفة هوجاء وبرق ورعد في الغابة، لساحة حرب بين جيشين.. وذلك مع استخدام كل الوسائل الحديثة لعمل خلفيات لا تخطر على بال! إضافة إلى أن الإضاءة ممتازة، تخلق مشاهد غير موجودة أصلًا، وذلك من خلال استخدام تقنيات الإضاءة الذكية، وشاشات العرض، والبروجكتورات، لخلق تأثيرات بصرية ديناميكية ومتغيرة”.
وأضاف الصفتي: “العنصر الوحيد الذي لم يعجبني كان الصوت لأنه كان يحمل صدى ورنين يجعل بعض الجمل غير مفهومة، وخصوصًا أن نطق الممثلين للحروف كلها ليست واضحة ومتفسرة، ولكن في المقابل الموسيقى التصويرية قوية تتناسب مع حدة الأحداث الدائمة، وتكمل مع الإضاءة جو الإثارة والإبهار، وأبدعها الفنان الجميل أحمد الناصر”.
وأضاف: “أما الممثلين.. طارق الدسوقي في دور أقل من إمكانياته، فهو غول تمثيل فعلًا لكن ربما محدودية الأدوار في عمل عالمي لم يفسح له المجال في دور أكثر تأثيرًا، أما ابنة الملك لير الكبرى جيدة وأداؤها مناسب للدور، خصوصًا إنه دور أميرة مكنها من تغيير العديد من الفساتين المبهرة.. كذلك الابنة الوسطى للملك فساتين حلوة وأداء جيد مع بعض المبالغة في إظهار العظمة الملكية.. أما الابنة الصغرى فكانت بسيطة هادئة توحي بالثقة وتجذب التعاطف في أدائها للدور.. لم تلبس أي ملابس مبهرة.. كفتاة طيبة لا تشغلها الدنيا عن واجباتها.. وشخصية المهرج كان جيدًا صوته واضحًا ومخارج ألفاظه مريحة للأذن”.
وعن الملك لير قال “الصفتي”: “ يحيى الفخراني الدور مناسبًا له تمامًا حيث أن الملك المسنّ أراد أن يقسم مملكته بين بناته الثلاثة.. بعد أن أنهكه السن وأصابته الشيخوخة.. وهو دور مناسب جدًا للفنان الكبير اللي بلغ الثمانين دون افتعال أو مكياج.. ويحيى الفخراني يمتلك وجهًا يشبه وجه الأسد ويوحي فعلًا بأنه ملك.. ورغم انخفاض صوته في بعض الفترات إلا أن أستاذيته وخبرته الكبيرة جعلته يتحكم في الدور وليس العكس.. فيحيى الفخراني آخر رجال الجيل العظيم وهي فرصة للاستمتاع بأدائه بالفعل”.
وختم تعليقه: “يبقى أن نشيد بالمخرج شادي سرور الذي جعل العرض ممتعًا لا يتسرب إليه الملل إلا قليلًا.. وتبقى التجربة جميلة ممتعة على خشبة المسرح القومي العريق الذي أنشئ قبل مائة عام وخمسة من الأعوام في عهد السلطان فؤاد (قبل أن يتحول إلى ملك)”.