في ذكرى وفاة فريد شوقي.. "وحش الشاشة" الذي نقش اسمه في ذاكرة الفن المصري

في مثل هذا اليوم، السابع والعشرين من يوليو عام 1998، غاب عن عالمنا أحد أعمدة الفن العربي والمصري، الفنان الكبير فريد شوقي، الذي لُقّب بـ"وحش الشاشة"، و"ملك الترسو"، وترك بصمة لا تمحى في ذاكرة السينما والمسرح والتلفزيون.
وبرحيله أسدل الستار على أكثر من نصف قرن من العطاء الفني الذي أسهم في تشكيل وجدان الجمهور المصري والعربي.

ولد فريد شوقي في 30 يوليو 1920 بحي السيدة زينب بالقاهرة، وعاش حياة مليئة بالتحديات، لكنه استطاع أن يفرض نفسه كواحد من أعظم نجوم الشاشة، بفضل موهبته المتفردة، وقوة حضوره، وذكائه في اختيار الأدوار.
ومن أبرز أعماله: جعلوني مجرمًا، رصيف نمرة 5، الفتوة، كدبة إبريل، بداية ونهاية، الرجل الثاني، سوق السلاح، البؤساء، عنتر بن شداد، صراع في النيل، فتوات الحسينية، الوحش، وغيرها من الأعمال الخالدة التي تجاوزت الـ300 عمل فني.

لقب "وحش الشاشة" لم يكن مجرد وصف جماهيري، بل كان دلالة على شخصيته القوية داخل وخارج الشاشة، إذ غالبًا ما اختار شوقي أدوار البطل الشعبي المدافع عن العدالة والحق، ما جعله أقرب لقلوب الجماهير، خصوصًا في أوساط الفقراء والطبقة المتوسطة التي وجدت فيه صوتًا لهم.
كما يُحسب له أنه كان أول من ساهم في تغيير نظرة الدولة إلى السجناء بعد تقديمه فيلم "جعلوني مجرمًا" عام 1954، والذي أدى إلى تعديل قانون "الصحيفة الجنائية" حينها.
تزوّج فريد شوقي وأشهر زيجاته كانت من الفنانة هدى سلطان، والتي استمر زواجه بها قرابة 18 عامًا، وقدّم معها العديد من الأعمال الفنية التي حققت نجاحًا كبيرًا، وشكّلا معًا ثنائيًا سينمائيًا بارزًا.

أنجب فريد شوقي ناهد ومها من زوجته الفنانة هدى سلطان، وعبير ورانيا من زوجته الأخيرة سهير ترك
ومن بين بناته، برزت ناهد فريد شوقي كمنتجة سينمائية، وقدّمت العديد من الأعمال الناجحة، فيما خاضت رانيا فريد شوقي مجال التمثيل، وشاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، ولا تزال حاضرة على الساحة الفنية.

مثّلت هدى سلطان، الزوجة الأشهر في حياة فريد شوقي، شريكته الفنية والإنسانية، كانت العلاقة بينهما مثالًا على التفاهم الفني والعاطفي، وقدما معًا أعمالًا خالدة مثل جعلوني مجرمًا،وغيرهم.
وقد ظلّت هدى سلطان وفية لذكراه بعد وفاته، حتى لحقت به في عام 2006، بعد صراع طويل مع المرض.
رحل فريد شوقي عن عالمنا في 27 يوليو 1998، عن عمر ناهز 78 عامًا، بعد صراع مع المرض، شيّع جثمانه في جنازة مهيبة حضرها الآلاف من محبيه، ودفن بمقابر الأسرة بالسيدة نفيسة، ومنذ ذلك الحين، لا تمر ذكرى وفاته دون أن يتذكره محبوه وأهله وزملاؤه، الذين لا يزالون يستحضرون قيمته الفنية والإنسانية.