تأجيل انطلاق جائزة بلجيكا الكبرى بسبب أمطار غزيرة ورؤية معدومة

في مشهد درامي يضاف إلى موسوعة الفورمولا 1 شهدت حلبة سبا فرانكورشان أحد أصعب انطلاقات السباقات في الموسم حيث أجبرت الأمطار الغزيرة والرؤية المعدومة منظمي بطولة العالم على تأجيل انطلاق جائزة بلجيكا الكبرى لمدة تزيد عن ساعة وعشرين دقيقة.
كان السباق الذي يعد المحطة الثالثة عشرة من الموسم قد دخل مرحلة الإحماء بشكل رسمي مع تقدم سيارة الأمان في مقدمة القافلة قبل أن تسوء الظروف الجوية بشكل مفاجئ وسط طبقة كثيفة من الضباب وبرك مياه متجمعة على المضمار قرر الحكام رفع العلم الأحمر وإيقاف السباق قبل بدايته رسميًا.
الرؤية انخفضت إلى مستويات خطيرة وتحولت أرضية الحلبة إلى بحيرة صغيرة من المياه الراكدة ما جعل من المستحيل البدء بالسباق تحت هذه الظروف وعادت جميع السيارات إلى منطقة الصيانة بينما بقي السائقون داخل مقصوراتهم ينتظرون القرار التالي من مركز التحكم.
وكان البريطاني لاندو نوريس سائق ماكلارين في مركز الصدارة مستعد لخوض السباق من الصدارة وفي لحظة تكشفت فيها حدة التوتر عبر نوريس عبر اللاسلكي قائلاً "لا أرى شيئًا تقريبًا خلف سيارة الأمان لا أعرف كيف يرى البقية لكن الوضع مقلق جدًا".
وأظهرت اللقطات التلفزيونية زخات مطر كثيفة تتساقط بقوة بينما كانت كاميرات الحلبة تكافح للحفاظ على وضوح الصورة وفي ظل هذه الأجواء تم إلغاء سباق الفورمولا 3 تمامًا بينما خاضت الفورمولا 2 سباقها تحت المطر في إثبات على التحديات المتزايدة التي تفرضها الطبيعة على رياضة السرعة.
بعد أكثر من 80 دقيقة من التأجيل وتحسين جزئي في الطقس أُعطي الضوء الأخضر للسائقين بالعودة إلى حلبة سبا التي تعرف تقليديًا بظروفها المتقلبة لكن ما حدث هذا اليوم وصف بـ"الاستثنائي حتى بمعايير سبا".
في النهاية لم تكن الطبيعة مجرد عامل مساعد أو عائق عابر بل شريك فعلي في تشكيل يوم السباق مذكر الجميع بأن بعض أصعب التحديات في عالم الفورمولا 1 لا تأتي من المنافسة بل من السماء.