في ذكرى ميلاده.. عشرات الأسباب لبقاء أثر سلطان الكوميديا سعيد صالح

رغم أن عقدا كاملا مر على رحيل الفنان الكوميدي سعيد صالح، إلا أن أعماله لازالت تعيش إلى اليوم وكأنه حاضرا، صانعا السعادة وتاركا البسمات على الشفاه.
واليوم الخميس 31 يوليو تأتي ذكرى ميلاد صالح، صاحب المسيرة الفنية الزاخرة التي امتدت لعقود من العطاء على خشبة المسرح، وفي السينما، والتليفزيون، والإذاعة.
نجح سعيد صالح في أن يصبح أيقونة للكوميديا بداية من سبعينيات القرن الماضي، تاركا وراءه أكثر من انطباع باعتباره شخص صاحب مزاج هادئ في عالم الفن وباحث عن السعادة دون النظر إلى المال، ومحب أيضاً لكرة القدم والنادي الأهلي أكثر من الاهتمام بشيء آخر، هَوِي الجلوس على المقاهي وحياة الصعاليك كما كان يطلق على نفسه، فأحبه العامة والمهمشون كواحد منهم وهو بالفعل قرر عدم التخلي عنهم.
ثلث الأفلام المصرية
"السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم، أنا نصيبي منها الثلث"، هذا ما قاله سعيد صالح عن مشواره الفني الذي يضم عشرات الأفلام والمسرحيات، فقد كان رائدا في ما سمي بأفلام المقاولات، وشارك في الكثير منها بالاشتراك مع صديق عمره الراحل يونس شلبي.
سعيد صالح من مواليد 1938، من أشهر أفلامه "سلام يا صاحبي" و"القط أصله أسد" و"424″ و"درب اللبانة" و"الهلفوت" و"على باب الوزير" و"زائر الفجر" و"المشبوه"، كما كانت أشهر أعماله المسرحية "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت" و"البعبع" و"كعبلون" و"شرم برم" و"الشحاتين"و"تحت الصفر"، واقتصر ظهوره التلفزيوني على بعض السهرات، بالإضافة إلى مسلسلات "طريق الأيام" و"لعبة التحدي" و"السقوط في بئر سبع".
أول أجر
بدأ سعيد صالح مشواره الفني بعد تخرجه من كلية الآداب عام 1960، حين اكتشفه الفنان حسن يوسف وقدمه في عدد من الأعمال المسرحية، لتكون انطلاقته الأولى من مسرحية "هالو شلبي"، ثم المسرحية الأيقونية "مدرسة المشاغبين" عام 1973، والتي مثلت نقطة تحوّل كبيرة في مسيرته، ليصبح بعدها نجمًا من نجوم الصف الأول.
في لقاء تلفزيوني، كشف سعيد صالح عن أن أول أجر تلقاه في حياته الفنية كان 12 جنيهًا على الورق، لكنه تسلم 11 جنيهًا و90 قرشًا فقط بعد الخصم، وأرجع الفضل في دخوله عالم الفن إلى عدد من الأسماء المؤثرة، منهم المؤلف والمخرج السيد بدير رغم أنه لم يعمل معه مباشرة، إلا أنه ساهم في تأسيس فرق مسرح التلفزيون، التي كانت بمثابة المدرسة الأولى له.
مسيرة سعيد صالح
ترك سعيد صالح إرثًا فنيًا ضخمًا، حيث شارك في أكثر من 500 فيلم سينمائي، كان أبرزها إلى جانب رفيق دربه عادل إمام مثل:"سلام يا صاحبي"، "الهلفوت"، "الواد محروس بتاع الوزير"، و"الرصاصة لا تزال في جيبي".
كما أبدع على خشبة المسرح في أكثر من 300 عرض مسرحي، أبرزها:"العيال كبرت"، "نحن نشكر الظروف"، "كعبلون"، "غراميات عفيفي"، و"كرنب زبادي"، وجميعها أعمال حفرت اسمه في ذاكرة المسرح المصري والعربي.
لم يغب سعيد صالح عن شاشة التليفزيون، حيث قدم عددًا من المسلسلات المهمة مثل: "أوان الورد"، "المصراوية"، "السقوط في بئر سبع"، "أحلى الأيام"، و"بكيزة وزغلول"، كما شارك في العديد من الأعمال الإذاعية التي أظهرت خفة دمه وأداءه الصوتي المتفرد.
وفاته قبل 24 ساعة من عيد ميلاده
في 1 أغسطس 2014، وقبل أقل من يوم على ذكرى ميلاده، رحل سعيد صالح عن عالمنا بعد صراع مع المرض، إثر دخوله في غيبوبة مفاجئة، تاركًا خلفه تاريخًا فنيًا من الصعب أن يُنسى، وجمهورًا لا يزال يبتسم كلما شاهد أحد مشاهده أو استمع إلى ضحكته الخالدة.