ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

باحثون يكشفون السبب الحقيقي وراء متلازمة التعب المزمن

التعب المزمن
التعب المزمن

في إنجاز علمي غير مسبوق، نجح الباحثون في تحديد سبب بيولوجي محتمل لمتلازمة التعب المزمن (CFS)، والتي تعرف أيضًا باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي (ME).

 وقد كشفت الدراسة أن المرض يرتبط بفروقات واضحة في الحمض النووي، مما يدحض النظرة القديمة التي كانت تعتبره مرضًا نفسيًا أو غير حقيقي.

من مرض مشكوك فيه إلى اعتراف علمي

لفترة طويلة، عانى المصابون بمتلازمة التعب المزمن من الوصمة الاجتماعية والتشكيك في حقيقة معاناتهم، حيث كان البعض يصف المرض بأنه مجرد إرهاق نفسي أو وهمي.

 لكن هذا الاكتشاف يغير المعادلة تمامًا، حيث يقدم أدلة وراثية ملموسة على أن هذا المرض له أساس بيولوجي حقيقي.

وقد قال البروفيسور كريس بونتينج، قائد مشروع DecodeME في جامعة إدنبرة، وفق ما جاء في "dailymail": هذا بمثابة جرس إنذار، الإشارات الجينية التي اكتشفناها تكشف الكثير عن سبب ارتباط المرض بعدوى، ولماذا يُعتبر الألم أحد أعراضه الشائعة، نحن نعلم الآن أن جينات الشخص قد تؤثر على خطر إصابته بهذه الحالة.

تفاصيل الدراسة الرائدة

الدراسة التي قادتها جامعة إدنبرة هي الأكبر من نوعها في العالم حول متلازمة التعب المزمن، وقد شملت تحليل الحمض النووي لأكثر من 15,000 شخص مصاب، مقارنة بآخرين لا يعانون من المرض.

النتائج الرئيسية

تم تحديد ثمانية مواقع جينية مختلفة لدى المصابين، تميّزهم عن غير المصابين.

هذه المناطق الجينية تشمل جينات ترتبط بالجهاز المناعي والجهاز العصبي.

اثنان من هذه الجينات تحديدًا يؤثران على كيفية استجابة الجسم للعدوى، ما يدعم التقارير المتكررة من المرضى بأن الأعراض غالبًا ما تبدأ بعد الإصابة بمرض أو عدوى.

كما أوضحت سونيا شودري، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أكشن فور مي" والمشاركة في البحث:بفضل هذه الدراسة، أصبح لدينا أهداف واضحة للبحث العلمي بعد أن كنا لا نعرف سوى القليل جدًا عن أسباب المرض. هذه النتائج تُضفي مصداقية على معاناة المرضى، وتدحض فكرة أن متلازمة التعب المزمن ليست مرضًا حقيقيًا.

ما هي متلازمة التعب المزمن؟

هي حالة صحية معقدة ومزمنة تتميز بمجموعة متنوعة من الأعراض، من أبرزها:

  • الإرهاق الشديد والمستمر
  • آلام عضلية ومفصلية
  • ضعف التركيز والذاكرة (ضباب الدماغ)
  • الشعور بالإعياء الشديد بعد أقل مجهود بدني أو ذهني

ويُعد الإرهاق بعد المجهود من أكثر الأعراض تميزًا، حيث قد يؤدي نشاط بسيط إلى تفاقم الأعراض بشكل كبير ولمدة طويلة.

أرقام وإحصاءات

تشير التقديرات إلى أن حوالي 67 مليون شخص حول العالم يعانون من هذه الحالة.

في المملكة المتحدة وحدها، يُقدر عدد المصابين بنحو 404,000 شخص.

النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، رغم أن السبب الدقيق لهذا الفرق لا يزال غير واضح.

لا يوجد حتى الآن اختبار تشخيصي مؤكد أو علاج فعال لهذه الحالة.

علاقة محتملة بكوفيد-19

أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 معرضون أكثر للإصابة بمتلازمة التعب المزمن، بما يصل إلى سبعة أضعاف. ويرجع ذلك إلى التشابه بين أعراض المرضين، مثل الإرهاق طويل الأمد، وضباب الدماغ، والآلام الجسدية.

تأثير المرض على الحياة اليومية

المرض قد يكون منهكًا إلى درجة تعيق المريض عن أداء الأنشطة اليومية البسيطة. 

خطوة نحو المستقبل

رغم أن هذه الدراسة لا تقدم علاجًا مباشرًا، إلا أنها تشكل خطوة كبيرة نحو:

  1. فهم أعمق للمرض
  2. الاعتراف بمعاناة المرضى على أسس علمية
  3. تطوير اختبارات تشخيصية في المستقبل
  4. وضع أسس لعلاجات محتملة تستهدف الأسباب الجينية

تؤكد هذه النتائج أن متلازمة التعب المزمن ليست مجرد حالة نفسية أو تخيلية، بل هي حالة طبية حقيقية يمكن تتبعها وفهمها من خلال علم الوراثة.

تم نسخ الرابط