في عيد ميلادها الـ86.. نجاة الصغيرة أيقونة الغناء العربي تحتفي بها الأجيال

تحتفل الأوساط الفنية والجمهور العربي اليوم، الاثنين 11 أغسطس 2025، بعيد ميلاد الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة، التي تُعد واحدة من أعذب الأصوات وأبرز الرموز في تاريخ الغناء العربي، حيث تكمل عامها السادس والثمانين، وسط موجة من الحب والحنين لأعمالها التي لا تزال حاضرة في وجدان المستمعين.

ولدت نجاة محمد محمود حسني البابا، الشهيرة بـ"نجاة الصغيرة"، في مثل هذا اليوم عام 1938، وهي شقيقة سندريلا الشاشة العربية الراحلة سعاد حسني، وبرزت موهبتها في سن مبكرة للغاية، إذ اعتلت خشبة المسرح وهي في الثامنة من عمرها، لتغني أمام كبار الفنانين والجمهور وتبهر الجميع بصوتها العذب وقدرتها على الإحساس، ما جعلها محل اهتمام ورعاية كبار الموسيقيين آنذاك.

قدمت نجاة الصغيرة خلال مسيرتها الغنائية التي امتدت لعقود طويلة أكثر من 200 عمل غنائي، تعاونت فيها مع نخبة من أعظم الملحنين والشعراء في العالم العربي، من بينهم محمد عبد الوهاب، وبليغ حمدي، وعبد الحليم حافظ، وكمال الطويل، وحسين السيد.
ومن أشهر أغانيها التي لا تزال تتردد حتى اليوم: "أيظن"، "كل دا كان ليه"، "عيون القلب"، و"لا تكذبي"، التي أصبحت علامات بارزة في تاريخ الطرب العربي.

لم يقتصر عطاؤها على الغناء فحسب، بل خاضت أيضًا تجربة التمثيل، وشاركت في عدد من الأفلام التي تركت بصمة في السينما المصرية، منها "ابنتي العزيزة"، و"بنت شقية"، و"الشموع السوداء"، حيث جمعت بين الأداء التمثيلي الراقي والحضور المميز.
وعلى الرغم من اعتزالها الأضواء منذ سنوات طويلة، فإن صوت نجاة وأغانيها لا يزالان يرافقان الأجيال المتعاقبة، وتجد أعمالها طريقها إلى قلوب الشباب كما وجدت إلى قلوب جمهورها القديم.
وقد شهد عام 2017 عودة مفاجئة لها بعد غياب، عندما قدمت أغنية جديدة حملت بصمتها المميزة، ما أثار موجة واسعة من الحنين لدى جمهورها.
واحتفاءً بهذه المناسبة، خصصت إذاعة "الأغاني" المصرية خريطة برامجية لبث أشهر أغانيها على مدار اليوم، منها "يا ليل أنا جيت"، و"أنا بستناك"، و"أيظن"، و"عيون القلب"، وذلك تخليدًا لمسيرتها الفنية التي أضاءت سماء الغناء العربي.
تظل نجاة الصغيرة رمزًا للرقي الفني والصوت الدافئ الذي جمع بين الإحساس العميق والأداء المتمكن، وهي ليست فقط صوتًا خالدًا، بل أيضًا أخت واحدة من أعظم نجمات الشاشة العربية، سعاد حسني، لتبقى أيقونة متفردة في ذاكرة الفن العربي، وعيد ميلادها مناسبة يحتفل بها كل من عرف قيمة الكلمة واللحن والصوت الأصيل.