ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

كيف تعزز هرمون السعادة بأسهل الطرق وفقًا لعلم الأعصاب؟

دوبامين
دوبامين

في زمن تتزايد فيه الضغوط وتتراجع فيه لحظات الفرح، يكشف العلم عن سر بسيط وفعّال لتحسين المزاج وتعزيز الصحة النفسية والجسدية: الابتسامة. فبعيدًا عن كونها تعبيرًا اجتماعيًا أو إيماءة ودّ، تؤكد أبحاث علم الأعصاب أن الابتسام قادر على تحفيز هرمون السعادة الدوبامين، وخفض هرمون التوتر الكورتيزول، وتحقيق سلسلة من الفوائد تمتد من تحسين الإنتاجية وحتى إطالة العمر

يبدو أن المقولة القديمة “ابتسم للعالم… يبتسم لك” لم تكن مجرّد عبارة شاعرية، إذ يؤكد علم الأعصاب اليوم صحتها، بل ويقدّم أدلة مقنعة على أن الابتسام من أبسط وأقوى الوسائل الطبيعية لتعزيز هرمون السعادة الدوبامين وخفض مستويات هرمون التوتر الكورتيزول.

لماذا الدوبامين مهم؟

في عالم باتت فيه مستويات الدوبامين غير متوازنة بسبب ضغوط الحياة، يصبح البحث عن طرق طبيعية وآمنة لزيادته أمرًا ضروريًا. فالدوبامين هو ناقل عصبي يلعب دورًا محوريًا في نظام المكافأة والتحفيز في الدماغ. وفي أبحاث لاخصائيون في علاج الادمان يشرحون ان 

“انخفاض الدوبامين قد يؤدي إلى ضعف التركيز، وانعدام الحافز، وفقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة، إضافةً إلى شعور دائم بالتعب واللامبالاة.”

كما أن النقص الحاد في إنتاج الدوبامين يرتبط باضطرابات عصبية مثل مرض باركنسون، إضافة إلى مشكلات عاطفية مثل الحزن المستمر والعزلة الاجتماعية.

الابتسامة… سلاح سري للمخ

هنا يأتي دور الابتسامة. يقول  الأخصائيون النفسيون :

“لا ندرك القوة الحقيقية لابتسامة بسيطة، لكنها قادرة على تغيير طريقة إدراكنا للعالم.”

فالعبوس ينشّط اللوزة الدماغية المسؤولة عن معالجة الخوف، بينما يحفّز الوجه المبتسم مناطق في الدماغ مرتبطة بالهوية والمشاعر الإيجابية، مثل القشرة المعزولة. النتيجة؟ الدماغ يكيّف المزاج مع تعبير الوجه، فيزداد إفراز الإندورفينات والدوبامين والسيروتونين، مما يقلل التوتر، ويخفض معدل ضربات القلب، ويرفع الإنتاجية ويقلل القلق.

الابتسامة تطيل العمر

تشير أبحاث في جامعة وين ستيت الأمريكية إلى أن الأشخاص الذين يبتسمون كثيرًا يعيشون أربع إلى خمس سنوات أطول من غيرهم، في انسجام مع معتقدات صينية قديمة عن قدرة الابتسامة على شفاء الروح. كما أن الابتسامة معدية بفضل الخلايا العصبية المرآتية، ما يخلق سلسلة من ردود الفعل الإيجابية في محيطنا.

وماذا لو لم تكن في مزاج للابتسام؟

يحذر الاخصائيين من إنكار المشاعر السلبية، لكنها تؤكد على إمكانية تطوير استراتيجيات يومية لتحسين المزاج وإعادة التوازن الكيميائي في الدماغ. وتشمل هذه الاستراتيجيات: التأمل، تمارين التنفس العميق، ممارسة الأنشطة الممتعة، والاستماع للموسيقى المفضلة، وكلها تحفّز نظام المكافأة في الدماغ وتزيد إفراز الدوبامين.

خطوات عملية لتعزيز الدوبامين

  • تحقيق أهداف صغيرة: إنجاز المهام اليومية حتي  البسيطة يعطي شعورًا بالإنجاز ويحفّز إفراز الدوبامين.
  • ممارسة الرياضة: حتى المشي السريع يحفّز الدوبامين والسيروتونين والإندورفين.
  • الاستماع للموسيقى المحببة: تفعيل دوائر المكافأة في الدماغ.
  • تعلم مهارة جديدة: مثل وصفة طعام أو لغة جديدة، ما يعزز الشعور بالإنجاز.
  • ممارسة الامتنان: تدوين الأمور الإيجابية في حياتك يغيّر كيمياء الدماغ للأفضل.

وختاما فان ابتسامة واحدة قد لا تغيّر العالم، لكنها قادرة على تغيير كيمياء دماغك، ورفع معنوياتك، وتحسين صحتك الجسدية والنفسية. وفي زمن تتسارع فيه وتيرة الضغوط، ربما يكون الحل الأبسط هو الأجمل: ابتسم… لتعيش أطول وتسعد أكثر.

تم نسخ الرابط