ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

التهاب الجلد حول الفم.. الحالة الجلدية التي أصبحت حديث الجميع

Perioral Dermatitis
Perioral Dermatitis

قد يبدو احمرار الجلد وتقشّره وظهور بثور صغيرة حول الفم أو الأنف مجرد نوبة عابرة من حب الشباب، أو جفاف البشرة، أو حتى بقعة عنيدة من الإكزيما. 

لكن الحقيقة أن هذه الأعراض قد تكون مؤشراً على حالة أكثر تحديداً وانتشاراً تُعرف باسم التهاب الجلد حول الفم (Perioral Dermatitis)، وهي مشكلة التهبت حولها الأحاديث مؤخراً، حتى أن نجمات مثل هايلي بيبر لم تسلمن منها.

ويصف أطباء الأمراض الجلدية التجميلية هذه الحالة بأنها التهاب جلدي يظهر في صورة احمرار وجفاف وتقشّر مصحوب ببثور حمراء أو مملوءة بالتقرحات تحيط بالفم، وقد تمتد أحياناً إلى جانبي الأنف، والعلامة الفارقة التي تكشف عن هذا النوع هي وجود خط رفيع من الجلد السليم تماماً بمحاذاة الشفاه، على عكس حب الشباب أو الطفح التحسسي.

الأسباب وراء التهاب الجلد حول الفم

أكثر ما يثير قلق الأطباء هو أن السبب الرئيسي وراء هذه الحالة غالباً ما يكون سوء استخدام منتجات العناية بالبشرة، خاصة كريمات الكورتيزون الموضعية أو بخاخات الستيرويد لعلاج الحساسية والربو، إذ يمكن أن تترسب جزيئاتها على الجلد وتسبب تهيجاً.

إلى جانب ذلك، فإن الإفراط في استخدام بلسم الشفاه الثقيل، بعض أنواع واقيات الشمس، مكونات معجون الأسنان، أو السيرومات المليئة بالعطور والمركبات النشطة قد يضع عبئاً إضافياً على حاجز البشرة، ولا يمكن تجاهل تأثير ارتداء الكمامة لفترات طويلة أثناء الجائحة، حيث ساهمت الرطوبة والاحتكاك في خلق بيئة مثالية لظهور الالتهاب.

كما أن التوتر، التغيرات الهرمونية، والتعرض لأشعة الشمس تعد من المحفزات الأساسية للحالة.

 وتشير الدراسات إلى أن تزايد انتشارها مؤخراً يرتبط باتجاه الكثيرين إلى اتباع روتينات معقدة من المنتجات القوية والمتاحة دون وصفة، دون التحقق من ملاءمتها للبشرة.

وترتبط صحة الجلد كذلك بصحة الأمعاء؛ فالحساسية الغذائية، متلازمة القولون العصبي، أو اختلال توازن البكتيريا قد تجعل البشرة أكثر تفاعلاً، ومع أن العامل الغذائي ليس السبب الأول، إلا أن تقليل الأطعمة المصنعة، السكريات، ومنتجات الألبان قد يخفف من حدة الأعراض.

كيفية التشخيص والعلاج

يؤكد الأطباء أن الخطوة الأولى للعلاج هي التوقف فوراً عن استخدام الكورتيزون أو المستحضرات المسببة للتهيج. 

ويُعرف ذلك بمرحلة “العلاج الصفري”، حيث يُنصح المريض بالاكتفاء بروتين بسيط يضم غسولاً لطيفاً وخالياً من العطور مع مرطب خفيف لا يسد المسام، لا مكان هنا للمكياج أو الزيوت الثقيلة أو المستحضرات النشطة.

وقد يصف الأطباء كريمات مضادة للالتهاب مثل Metronidazole أو Azelaic acid أو Pimecrolimus. 

وفي الحالات المتوسطة إلى الشديدة قد يتم اللجوء إلى مضادات حيوية فموية مثل Doxycycline، لكن الأهم هو الصبر، فالتعافي يستغرق وقتاً ويحتاج إلى التزام.

الوقاية ومنع عودة الأعراض

  • تجنّب الكورتيزون الموضعي والمنتجات المعقدة.
  • اعتماد مستحضرات خالية من العطور والزيوت الثقيلة.
  • اختيار واقيات شمس معدنية وخفيفة.
  • تجنّب معاجين الأسنان المحتوية على الفلورايد إذا سبق ظهور الحالة.
  • غسل الوجه بعد استخدام بخاخات الأنف أو الصدر المحتوية على الستيرويد.

وبمجرد شفاء البشرة، ينصح الأطباء بالتركيز على إصلاح الحاجز الجلدي باستخدام مكونات مثل السيراميدات والنياسيناميد، وإعادة إدخال المكونات النشطة تدريجياً، مع حماية البشرة من الشمس وتجنّب إرهاقها بطبقات متعددة من المنتجات.

وفي النهاية، يبدو أن سر التعامل مع التهاب الجلد حول الفم يكمن في الإصغاء للبشرة واحترام حدودها، فبينما يغري التنوع الكبير من منتجات العناية والتجميل، يبقى “الأقل هو الأكثر” قاعدة ذهبية للحفاظ على بشرة صحية ومتوازنة.

تم نسخ الرابط