من درجات التيراكوتا إلى الأخضر الزيتوني… لوحة ألوان خريف 2025

مع بداية خريف 2025، تفرض الطبيعة حضورها على صيحات الموضة من جديد، حيث تسود منصات الأزياء بلوحة لونية مستوحاة من الأرض والبيئة المحيطة. من دفء التيراكوتا إلى عمق الأخضر الزيتوني الذي يرمز إلى الخضرة والاستقرار، تأتي الألوان هذا الموسم لتعيد صياغة مفهوم الأناقة بروح أكثر هدوءًا وواقعية. إنها ألوان تعكس الحنين والدفء، وفي الوقت نفسه تمنح طابعًا عمليًا يمكن دمجه بسهولة في الحياة اليومية، لتصبح أساسًا لإطلالات غنية بالتفاصيل ومليئة بالتوازن
وقد أثبت تقرير معاهد الألوان وقراءات عروض الأزياء خلال مواسم خريف/شتاء 2025–2026 أن اللوحة لا تقتصر على لونٍ واحد بل تتوزع بين دفء البُنّي والقرمزي (المقارب للتيراكوتا)، وبرودةٍ متوازنة في الأخضر بدرجاتٍ تتراوح من الزيتوني إلى أخضر السرخس وفِرْن الأخضر. هذه التركيبة تمنح القطع القدرة على التوافق مع خاماتٍ ناعمة مثل الصوف والفلانيل، وبالمقابل مع خامات لامعة أو جلدية للظهور بصيغة أكثر جرأة . تقارير بانتون عن عروض نيويورك ولندن تؤكد هذا المزج بين الحنين والحداثة في اختيار الألوان.
لماذا تسيطر التيراكوتا والزيتوني هذا الموسم؟
يمكن تفسير ذلك بأكثر من سبب؛ أولًا: الميل العالمي إلى الألوان التي تعكس الاستدامة والطبيعة إذ يرتبط الزيتوني بصور البيئة والزراعة بينما يحمل التيراكوتا إحساسًا بالأصالة والدفء. ثانيًا: القدرة على المزج فالتيراكوتا يعمل كلون أساس رائع للطبقات والقطع الخارجية، بينما يمنح الزيتوني توازنًا عمليًا يناسب الجواكيت ، البناطيل والأكسسوارات. ومثل هذه الاتجاهات لم تقتصر على الأزياء فقط، بل امتدّت إلى الديكور، الأظافر والمكياج.
على منصات الأزياء والمجلات الراقية، لاحظنا أيضًا تداخل ألوانٍ ثانوية تكمل اللوحة: درجات البنّي (قهوة ومُعجون الشوكولاتة)، ألوان الخردل المهدّأة، وأحيانًا نفحات من البنفسجي العميق أو الأزرق الداكن لإضفاء بعدٍ درامي على الإطلالات. أما تطبيقات الموضة فتمتد من المعاطف الثقيلة والجواكيت المطرّزة إلى فساتين السهرة المصممة بخامات مخملية تلتقط دفء التيراكوتا، ومن بنطلونات الكارجو والقطع العسكرية بألوان الزيتوني إلى الإكسسوارات الجلدية.
وبذلك فان لوحة ألوان خريف 2025 ليست مجرد صيحة مؤقتة، بل انعكاسٌ لتيارٍ أوسع يجمع بين الحنين إلى الطبيعة ورغبة في حلٍ بصريٍّ عملي ومستدام. التيراكوتا يمنح الدفء والأنوثة الترابية، بينما يوفر الزيتوني قاعدةً متينة ومرنة للقطع اليومية ومع خلطهما بلمسات من البني العميق أو الأزرق الداكن تتحوّل الخزانة لموسمٍ غنيٍّ بالأبعاد والتباينات. سواء كنتِ من محبّات التدرّجات الترابية أو من المتجهات إلى الأخضر كبديلٍ عمليّ، فإن خريف 2025 يدعو إلى اللعب بالملمس والطبقات أكثر من أي وقت مضى.





