الشهر العالمي للانتحار.. أمراض نفسية قد تكون السبب فيه
تعد اضطرابات الصحة النفسية من أهم عوامل الخطر المؤدية للانتحار، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 5% من السكان حاولوا الانتحار في وقتٍ ما من حياتهم.
يعني هذا أن هناك ما يقارب 8.57 حالة انتحار تحدث يوميًا في أستراليا، وهو عدد يفوق بأكثر من الضعف عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق.
تشير الدراسات إلى وجود علاقة قوية بين اضطرابات مثل الاكتئاب، والذهان، وتعاطي المخدرات، وزيادة خطر التفكير في الانتحار أو الإقدام عليه. مع ذلك، فإن وجود هذه العوامل لا يعني بالضرورة أن الشخص سيفكر في الانتحار أو سيقوم بمحاولة، وفق ما جاء في "betterhealth.".
العلاقة بين الصحة النفسية والانتحار
غالبًا ما يعاني من يُفكّرون في الانتحار من مزيج من الاضطرابات النفسية والضغوط الحياتية الشديدة. أعراض مثل الحزن الشديد، الأفكار السلبية، القلق، والذهان، قد تساهم في ظهور أفكار انتحارية.
يعتقد بعض الباحثين أن الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار لا يرغبون فعليًا في الموت، بل يريدون فقط إنهاء الألم النفسي الشديد الذي يشعرون به. في بعض الأحيان، يشعرون بأنه لا يوجد أمل أو مخرج من وضعهم، وقد يصلون إلى مرحلة يشعرون فيها بالإرهاق التام والرغبة في التحرر من المعاناة.
لكن من المهم أن نعرف أن العديد ممن مروا بهذه الأفكار أو حتى حاولوا الانتحار، استطاعوا بعد تلقي العلاج المناسب والدعم الاجتماعي، أن يستمروا في حياتهم ويعيشوا حياة ذات معنى وقيمة.
عوامل الخطر الأخرى المؤدية إلى الانتحار
الانتحار لا يحدث بسبب عامل واحد فقط، بل هو نتيجة لتراكم عدة عوامل في حياة الفرد. ومن بين هذه العوامل:
- تعاطي الكحول أو المخدرات.
- مشاكل صحية مزمنة، أو ألم جسدي مستمر، أو إعاقة.
- الشعور بالعزلة أو فقدان السيطرة.
- التعرض لخسارة كبيرة، كفقدان شخص مقرب أو وظيفة.
- المرور بتجارب حياتية صعبة، مثل الإساءة أو الأزمات المالية.
- وجود تجربة سابقة لمحاولة انتحار.
- التعرض لسلوك انتحاري لدى شخص مقرب.
علامات التحذير من الانتحار
غالبًا ما يُظهر الأشخاص الذين يمرّون بأفكار انتحارية بعض العلامات التحذيرية. قد تكون هذه العلامات واضحة أو خفية، وتشمل:
- التعبير عن مشاعر اليأس أو انعدام القيمة.
- الإحساس بالخجل أو الذنب الشديد.
- تغيرات واضحة في الشخصية أو المظهر.
- اضطرابات في النوم أو الشهية.
- انخفاض الأداء في الدراسة أو العمل.
- فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت مهمة سابقًا.
- الحديث أو الكتابة أو المزاح عن الموت والانتحار.
- التبرع بالأغراض الشخصية أو ترتيب الأمور كما لو كان يودع الحياة.
- الهدوء المفاجئ بعد فترة من المعاناة النفسية.
- زيادة استهلاك الكحول أو المخدرات.
- الانعزال عن العائلة أو الأصدقاء أو المجتمع.
إذا كنت تعاني من أفكار انتحارية
إذا راودتك أفكار انتحارية، فاعلم أنك لست وحدك، هذه المشاعر مؤقتة، ويمكن أن تتحسن الأمور مع الدعم والمساعدة.
فيما يلي بعض الخطوات التي قد تساعدك على البقاء آمنًا:
- تحدث إلى شخص موثوق، سواء من العائلة أو الأصدقاء أو المعلمين.
- اطلب من أحدهم البقاء معك حتى تحصل على الدعم المناسب.
- تواصل مع طبيبك أو مختص في الصحة النفسية.
- استخدم خطوط المساعدة المدرجة أعلاه.
- تذكّر مواقف سابقة تجاوزت فيها صعوبات، وفكّر في الطرق التي ساعدتك حينها، وجرّب تطبيقها الآن.
- تابع مع مختص صحي لتقييم حالتك، فقد تكون هناك حاجة لتغيير العلاج أو الدواء.