خبراء يكتشفون فيتامين بسيط قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد

أشارت دراسة بحثية حديثة إلى أن تناول مكملات فيتامين ب3 (النيكوتيناميد) المتوفرة دون وصفة طبية، قد يُسهم بشكل فعّال في الوقاية من سرطان الجلد، بل ويساعد أيضًا في تقليل خطر عودة المرض لدى المصابين به سابقًا، وفق ما جاء في “dailymail”.
نتائج واعدة من استخدام فيتامين ب3
بحسب الباحثين، فإن النيكوتيناميد أظهر نتائج واعدة في تقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد، حيث أفاد ما يصل إلى 75٪ من جراحي الجلد بأنهم يستخدمونه للحد من خطر الإصابة أو منع تكرار الإصابة بالمرض.
ووفقًا للدراسة، فإن تناول مكملات فيتامين ب3 قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة تصل إلى 16٪ بين الأشخاص الأصحاء، بينما قد تنخفض نسبة تكرار الإصابة بالمرض إلى 54٪ لدى من سبق لهم الإصابة.
بيانات من أكثر من 33 ألف شخص
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات صحية لأكثر من 33,820 من قدامى المحاربين في الولايات المتحدة، حيث تناول أكثر من ثلث المشاركين مكملات النيكوتيناميد مرتين يوميًا لمدة 30 يومًا على الأقل، فيما لم يتناول البقية أي مكملات.
أشارت النتائج إلى أن أكبر استفادة وقائية لوحظت لدى المرضى الذين بدؤوا في تناول المكملات بعد أول إصابة بسرطان الجلد، وبشكل خاص سرطان الخلايا الحرشفية، وهو ثاني أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعًا في المملكة المتحدة.
تحذيرات من التعميم والحاجة لمزيد من البحث
رغم النتائج الإيجابية، حذر الباحثون من بعض القيود في الدراسة، حيث أن غالبية المشاركين كانوا من الذكور، ما قد يحد من قابلية تعميم النتائج على فئات أوسع من السكان.
كما أن الدراسة كانت من نوع الملاحظة بأثر رجعي، وليست تجربة سريرية عشوائية، مما يقلل من قدرتها على تفسير كافة المتغيرات المحتملة. ولذلك، شدد الباحثون على الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات السريرية لتحديد الجرعة المثلى والفعالية الدقيقة لفيتامين ب3 في الوقاية من سرطان الجلد.
رأي الخبراء
في مراجعتها للدراسة، رحّبت الدكتورة سارة آرون، رئيسة برنامج سرطان الجلد عالي الخطورة في جامعة كاليفورنيا، بالنتائج، مشيرة إلى أن "البيانات المتراكمة تشير إلى أهمية التوصية باستخدام النيكوتيناميد كوسيلة وقائية ثانوية لجميع المرضى المصابين بسرطان الجلد، وأن بدء استخدامه مبكرًا يمنح تأثيرًا أقوى".
الأرقام تتحدث: ارتفاع في الإصابات وتحديات في الوقاية
يأتي هذا الاكتشاف في وقت حرج، حيث بلغت معدلات الإصابة بسرطان الجلد مستويات قياسية في المملكة المتحدة، مع تسجيل زيادة بنسبة 30٪ في حالات التشخيص الجديدة خلال عقد واحد فقط، وفقًا لمؤسسة أبحاث السرطان البريطانية.
ويتوقع أن يصل عدد حالات سرطان الجلد الميلانيني – وهو النوع الأكثر فتكًا – إلى 26,500 حالة سنويًا بحلول عام 2040، ما يجعله الأسرع انتشارًا بين السرطانات الشائعة.
التوعية والوقاية لا تزال ضرورية
رغم التحذيرات المستمرة، تشير التقديرات إلى أن 87٪ من حالات سرطان الجلد يمكن الوقاية منها عبر الحد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية. ومع ذلك، فإن 70٪ من السكان يرتكبون أخطاء خطيرة في الوقاية من الشمس، ما يعزز احتمالية الإصابة.
أنواع سرطان الجلد وأهمية الاكتشاف المبكر
سرطان الجلد الميلانيني: يظهر عادةً على شكل شامات غير متناسقة، ويُنصح باستخدام قاعدة "ABCDE" لفحص الشامات (عدم التماثل، الحدود، اللون، القطر، التطور).
سرطان الخلايا الحرشفية (SCC) وسرطان الخلايا القاعدية (BCC): من الأنواع الأقل فتكًا، لكنها قد تصبح خطيرة إذا لم تُعالج مبكرًا.
تشمل أعراض سرطان الجلد الشائعة نمو غير طبيعي أو بقعة جديدة على الجلد، تغيّرات في اللون أو الملمس، ألم، نزيف، أو تشكل قشور تستمر لأكثر من أربعة أسابيع.