ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

رئيس الأوبرا يبرر تكريم نعيمة سميح : لم تزر مصر ولكن غنت لأم كلثوم

من مؤتمر المهرجان
من مؤتمر المهرجان

 

اسئلة مهمة ومثيرة للجدل وجهتها الصحافة المصرية إلى رئيس دار الاوبرا المصري علاء عبد السلام أثناء المؤتمر الخاص بالإعلان عن تفاصيل دورة هذا العام من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية.
اهم هذه الاسئلة كانت حول سبب اختيار اسم المطربة المغربية الراحلة نعيمة سميح للتكريم في افتتاح دورة هذا العام، رغم ان سميح لم تقم بزيارة مصر في حياتها او حتى الغناء فيها او حتى تقديم اغنيات باللهجة المصرية، وأعتبر الإعلاميون الحاضرون ان وجود اسمها ضمن قائمة التكريمات غير مبرر ولا مفهوم لعدم وجود اي علاقة بينها وبين مصر التي تطلق المهرجان الموسيقي الأعرق في المنطقة. 
عبد السلام فير اختيارهم لنعيمة سميح قائلا : الراحلة نعم لم تزر مصر، ولكنها في الحقيقة كانت تقدر مصر وتقدم الفن المصري، وسبق ان قدمت على المسرح اغنيات ام كلثوم، وما كانت ستغني لها لو لم تكن تحب مصر وفنها.

يعد مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية تظاهرة موسيقية غنائية تتعرف الوفود من خلالها على مستويات الموسيقى والغناء العربي ولقد تركت فعالياته أثرا ملموسا في بلورة الأعمال الفنية ففي كل عام تلتقي من خلال هذا المهرجان بكل جديد من الإنتاج العربي الذي تقدمه الفرق الفنية العربية والأصوات الواعدة التي تحتاج إلى التوجيه والدعم والتشجيع ومن خلال المؤتمرات السنوية رفيعة المستوى التي يقيمها مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية تقدم الأبحاث ذات المستوى العلمي الدقيق المتعلقة بأهم القضايا الموسيقية العربية.

و يكرم المهرجان 11 شخصية ساهمت فى إثراء الحياة الفنية فى مصر والعالم العربى هم الدكتور هشام شرف (الأردن)، اسم الفنانة نعيمة سميح (المغرب )، اسم الشاعر الهادى أدم ( السودان )، عازف الكولة ابراهيم فتحى (مصر )، الدكتورة شيرين عبد اللطيف أستاذ الموسيقى العربية وعميد كلية التربية الموسيقية ، جامعة حلوان ورئيس اللجنة العلمية (مصر)، اسم الموسيقار وعازف الجيتار جلال فوده (مصر)، المايسترو حسن فكرى (مصر)، الشاعر وائل هلال (مصر)، الملحن خالد عز (مصر)، المطرب محمد الحلو (مصر )، المطربة امال ماهر (مصر).


من هي نعيمة سميح ؟

وُلدت نعيمة سميح سنة 1953 في منطقة درب السلطان بمدينة الدار البيضاء وبالضبط في حي بوشنتوف. نشأت نعيمة في حي كان يعرف نشاطًا ثقافيًا ورياضيًا متميزًا في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، بحيث أنجب العديد من الأسماء الأدبية والرياضية والمسرحية والموسيقية المغربية. ظهرت مواهبها الغنائية مبكرا في سن التاسعة
وهي مغنية مغربية تعتبر من أهم أصوات الموسيقى المغربية في النصف الثاني من القرن العشرين.

انطلقت مسيرتها الغنائية خلال سبعينيات القرن المذكور و كانت بدايتها الحقيقية من خلال برامج اكتشاف المواهب الفنية التي كانت تقدمها الإذاعة والتلفزة المغربية، وكان أول ظهور لها في برنامج «خميس الحظ» الذي كان يعده الإعلامي محمد البوعناني، أتبعته بمشاركة في برنامج المسابقات «مواهب» الذي كان يقدمه عبد النبي الجيراري، وهو البرنامج الذي كان مشتلا للعديد من الأصوات المغربية المتميزة في نهاية الستينات كسميرة سعيد ومنتصف السبعينات عزيزة جلال وحظيت أغانيها بانتشار واسع في المغرب والجزائر وتونس ودول عربية أخرى، حتى لُقب بسيدة الطرب، وكانت ثالث وأصغر مطربة عربية تغني على مسرح الأولمبيا بعد أم كلثوم، وفيروز .

تميزت سيدة الطرب نعيمة سميح بصوتها العذب القوي وإحساسها الصادق الذي يصل مباشرة إلى القلوب، حيث جمعت في أدائها بين العمق العاطفي والتقنيات الغنائية العالية. تألقت بقدرتها على التنويع بين الطبقات الصوتية بسلاسة، مما منح أغانيها طابعًا خاصًا يمزج بين الشجن والقوة. كما عُرفت بإتقانها للأغنية الطربية المغربية، حيث أبدعت في تقديم لون متميز يجمع بين الأصالة والتجديد، ما جعلها واحدة من أبرز رموز الأغنية المغربية عبر العقود .

إلى جانب صوتها الاستثنائي، تميزت نعيمة سميح بأدائها العفوي والصادق الذي يعكس عمق المشاعر في كل أغنية تؤديها، وبطريقة أدائها القريبة من الأسلوب الغنائي للجنوب المغربي الأمازيغي استطاعت أن تحافظ على هوية الأغنية المغربية الأصيلة ومكنها من أداء قطع غنائية صعبة موسيقيا، وتغلب عليها مواضيع الشجن والشوق والحنين والزجل المغربي الأصيل ويظهر ذلك جليا في قطع «جريت وجاريت» و «على غفلة» كما تملك في رصيدها الفني أيضا العديد من الأغاني الدينية والوطنية كأغنية «رحلة النصر» التي تعاملت فيها مع الموسيقار عبد الوهاب الدكالي .

حرصت نعيمة على التعامل مع ملحنين وكتاب كلمات لهم وزنهم في المغرب كان لهم دور كبير في إبراز مواهبها الفنية وإنجاز أعمال من مستوى عال، في أصناف غنائية متنوعة ومعقدة، ومن أهمهم عبد الله عصامي، علي الحداني، عبد القادر الراشدي، محمد بنعبد السلام وعبد الوهاب الدكالي، في المغرب، إضافة إلى الكويتي يوسف المهنا، مما أكسبها قاعدة جماهيرية واسعة داخل المغرب وخارجه. وكانت قدرتها على المزج بين التراث الموسيقي والتعبير الحديث من العوامل التي جعلت أعمالها خالدة في الذاكرة الفنية..

 

 

 

تم نسخ الرابط