ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

لحظة أيقونية في ميلانو: الثنائي لورين هاتون وريتشارد غير يكرمان إرث جورجيو أرماني

ريتشارد غير ولورين
ريتشارد غير ولورين هاتون

في ختام أيام أسبوع الموضة في ميلانو ظهرت لحظة استثنائية حملت في طياتها مزيجاً من الحنين والوفاء للأيقونة جورجيو أرماني: الثنائي الأمريكي ريتشارد غير ولورين هاتون جلسا في الصف الأول لعرض دار أرماني الأخير، وبهما برزت الذاكرة السينمائية للأناقة التي شكّلاها معاً منذ فيلم American Gigolo حيث جسّد غير شخصية جوليان كاي مرتدياً تصاميم أرماني التي أعادت تعريف البدلة الرجالية ووضعتها في مركز الثقافة الشعبية. هذه العلاقة بين المصمم والنجم لم تكن لحظة عابرة بل قصة تعاون وتأثير استمرّت لسنوات، جعلت ملابس أرماني عنصراً محورياً في صناعة الإطلالة السينمائية والرفاهية. 

جاء عرض دار أرماني هذا الموسم في سياق استثنائي أيضاً: الذكرى خمسون لمؤسسة داره وعرضان تكريميان أقيما في ميلانو مع فعاليات ومقتنيات تُعيد عرض أهم إطلالاته عبر العقود، بعد رحيل المصمم قبل أسابيع. حضور أسماء مثل غير وهاتون في الصف الأول حمل دلالات رمزية ، ليس فقط كتحية لصديق  بل كتأكيد على الإرث الذي تركه أرماني في الموضة والسينما والثقافة العالمية، وكيف تحولت سترته وبدلته في American Gigolo إلى رمز للأناقة الذكورية المعاصرة. 

صورة ريتشارد غير في دور جوليان كاي والستايل الذي أرساه أرماني باتا مرجعاً لمصممين ونقاد ووسائل الإعلام؛ مقالات وتحليلات تناولت كيف أن القطع الطرية والمتقنة القصّ قدّمَت نموذجاً جديداً للرِّجولة العصرية وغيّرت قواعد الزيّ الرسمي والسينمائي معاً. لورن هاتون التي رافقت المصمم منذ بداياته تُعدّ واحدة من أولى مُلهماته ومناصراته الفنيّة، وحضورها إلى جانبه وفي الصفوف الأمامية كان رسالة وفاء وشهادة على تحالف طويل بين مصداقية الأزياء والإشعاع الثقافي. 

الحدث في ميلانو لم يقتصر على العرض وحده بل تزامن مع معارض واحتفاءات متحفّية بالقطع الأيقونية لأرماني، ما جعله نهاراً احتفائياً لتأمل أثره الفني والاقتصادي في عالم الرفاهية . وجود مشاهير السينما في الصفوف الأمامية، وهم يذكّرون الجمهور بصلات الماضي السينمائيّ، أعطى العرض طابعاً نوستالجياً راقياً جمع بين الماضي والحاضر. 

وخاتماً في زمن تتبدّل فيه اتجاهات الموضة بسرعة، يبقى تأثير جورجيو أرماني مثالاً نادراً على كيف تبنى مُمثّل وفنان رؤية مصمم واحدة لتتحوّل إلى أيقونة ثقافية متعدّدة الوجوه. تحية ريتشارد غير ولورين هاتون في الصف الأول لم تكن مجرد مشهد من باب المجاملة: كانت تذكيراً بأن الأزياء قادرة على ربط لحظات سينمائية بأحداث حية، وأن إرث المصمم يواصل العيش في من يرتدون ويرثون هذا الأسلوب عبر أجيال.

تم نسخ الرابط