استخدام مسكنات الألم الشائعة قد يزيد من خطر فقدان السمع وطنين الأذن

حذر عدد من الصيادلة وخبراء الصحة من أن الاستخدام المتكرر لمسكنات الألم الشائعة دون وصفة طبية، مثل الأسبرين والإيبوبروفين والباراسيتامول، قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بطنين الأذن وفقدان السمع، خاصة عند تناول هذه الأدوية بجرعات عالية أو لفترات طويلة.
وقالت الدكتورة ليلى هانبيك، الرئيسة التنفيذية لجمعية الصيدليات المستقلة، إن الاستخدام المتكرر للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs)، مثل الأسبرين، يمكن أن يرفع احتمالية الإصابة بمشاكل السمع بشكل ملحوظ، خاصة عند تناول جرعات تتجاوز الموصى بها أو استخدامها لفترات ممتدة.
طنين الأذن وفقدان السمع
يُعد طنين الأذن من الأعراض المزعجة والشائعة، ويُعرف بأنه صوت رنين أو أزيز دائم في الأذنين دون وجود مصدر صوت خارجي. وتشير التقديرات إلى أن نحو 7.6 مليون شخص في المملكة المتحدة يعانون من طنين الأذن بدرجات متفاوتة.
وأشارت أبحاث أمريكية أُجريت عام 2022 إلى أن الباراسيتامول مرتبط بزيادة خطر الإصابة بطنين الأذن بنسبة 18% عند تناوله بانتظام، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية زادت من الخطر بنسبة 17%، والأسبرين بجرعة معتدلة (100 ملجم يوميًا) ارتبط بزيادة في الخطر بنسبة 16%.
أما الجرعات الأقل من 100 ملجم من الأسبرين يوميًا، فلم تظهر ارتباطًا واضحًا بزيادة الخطر.
اختلاف الاستجابة بين الأشخاص
أكدت هانبيك أن استجابة الجسم لهذه الأدوية تختلف من شخص إلى آخر، مشيرة إلى أن هذه التأثيرات الجانبية لا تظهر لدى الجميع، وتحدث في الغالب عندما يتم تجاوز الجرعات الموصى بها أو استخدامها لفترات طويلة دون إشراف طبي".
دراسات إضافية تربط بين المسكنات وفقدان السمع
كشفت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة، تابعت أكثر من 62 ألف امرأة، أن الاستخدام المنتظم للباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ارتبط بزيادة خطر الإصابة بفقدان السمع بنسبة تصل إلى 24%.
وفي دراسة أخرى على الرجال نُشرت في المجلة الأمريكية للطب، تبيّن أن الاستخدام المتكرر (مرتين أو أكثر أسبوعيًا) للمسكنات كان مرتبطًا أيضًا بزيادة خطر فقدان السمع.
ويرجح الباحثون أن هذه الأدوية قد تقلل من تدفق الدم إلى القوقعة، وهي جزء حيوي في الأذن الداخلية يلعب دورًا أساسيًا في عملية السمع.
أدوية أخرى قد تؤثر على السمع
إلى جانب المسكنات الشائعة، أشار الخبراء إلى أدوية أخرى قد تؤثر على السمع، من أبرزها:
بعض المضادات الحيوية، مثل الأمينوجليكوزيدات، وخاصة الجنتاميسين، التي تُعطى غالبًا عن طريق الوريد لعلاج الالتهابات البكتيرية الخطيرة.
دراسات بريطانية أظهرت أن أكثر من 50% من المرضى الذين تلقوا جرعات متعددة من هذه المضادات الحيوية تعرضوا لفقدان سمع.
في بعض الحالات، يمكن لجرعة واحدة فقط من هذه المضادات أن تسبب فقدان سمع دائم لدى من لديهم طفرة جينية معينة.
كذلك، بعض أدوية ضغط الدم ومدرات البول (أقراص الماء)، وأدوية تحتوي على مواد أفيونية أو مكونات مستخدمة في علاج حب الشباب، قد تؤثر على السمع مؤقتًا أو دائمًا.
نصائح الأطباء
على الرغم من أن هذه الأدوية متوفرة بسهولة، شدد الأطباء على أهمية استخدامها وفقًا للتوصيات الطبية. وقالت الدكتورة هانبيك إذا كنت تتناول أيًا من هذه الأدوية لعلاج حالة صحية مزمنة، فلا تتوقف عن استخدامها دون استشارة طبيبك. تحدث إلى الصيدلي أو الطبيب إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن الآثار الجانبية".
اقرأ أيضًَا: ديلي ميل: تحذير جديد بشأن مخاطر الباراسيتامول وارتفاع حالات التوحد