في أكتوبر الوردي.. فئات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي

يُعد شهر أكتوبر من كل عام شهر التوعية بسرطان الثدي، حيث تتكاتف الجهود عالميًا لزيادة الوعي بهذا المرض، وتسليط الضوء على أهمية الفحص المبكر، وفهم عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى الإصابة. ومن بين أهم الجوانب التي ينبغي التركيز عليها خلال هذا الشهر هو التعرف على الفئات الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، لأن الكشف المبكر والوعي بالمخاطر قد يُحدثان فرقًا كبيرًا في حياة الكثير من النساء.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي
1. التقدم في السن
مع التقدم في العمر، يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل واضح. تشير الإحصائيات إلى أن 75% من حالات الإصابة تحدث لدى نساء فوق سن الخمسين، و95% لدى من تجاوزن الأربعين عامًا. لذا فإن التقدم في السن يُعد أحد أقوى عوامل الخطر الثابتة.
2. الطفرات الجينية الموروثة
تُعد الطفرات في جينات مثل BRCA1 وBRCA2 من أهم العوامل الوراثية المؤدية إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض. تحمل النساء اللاتي يرثن هذه الطفرات خطرًا مرتفعًا، ويُنصح لهن بإجراء الفحوصات الجينية والاستشارية لتحديد مستوى الخطر.
3. التاريخ العائلي للإصابة بالسرطان
وجود أكثر من حالة إصابة بسرطان الثدي أو المبيض في العائلة، خاصة بين الأقارب من الدرجة الأولى (الأم، الأخت، الابنة)، يرفع من احتمالية الإصابة. كما يزيد الخطر في حال كانت هناك إصابات بسرطان الثدي في سن مبكرة أو وجود سرطان الثدي لدى أحد الذكور في العائلة.
4. كثافة نسيج الثدي
النساء اللواتي لديهن ثدي كثيف (أي أن الأنسجة الغدية أكثر من الدهنية) يواجهن صعوبة في اكتشاف الأورام بالفحص الشعاعي، كما أن كثافة الثدي بحد ذاتها تُعد عامل خطر للإصابة.
5. تاريخ شخصي للإصابة أو لأمراض الثدي غير السرطانية
النساء اللواتي أصبن بسرطان الثدي في السابق أكثر عرضة لتكرار الإصابة. كذلك، فإن وجود بعض الحالات مثل فرط تنسج القناة غير النمطي أو سرطان الفصيصات الموضعي (LCIS)، يزيد من خطر تطور المرض لاحقًا.
6. التاريخ الإنجابي والهرموني
تشير الدراسات إلى أن التعرض الطويل لهرموني الإستروجين والبروجسترون يزيد من خطر الإصابة، ويتجلى ذلك في الحالات التالية:
- بدء الدورة الشهرية قبل سن 12
- انقطاع الطمث بعد سن 55
- الحمل الأول بعد سن 30
- عدم الإنجاب
- عدم الرضاعة الطبيعية
7. العلاج الإشعاعي السابق للصدر
النساء اللاتي تعرضن للعلاج الإشعاعي لمنطقة الصدر في سن مبكرة (قبل سن 30) – كما هو الحال مع علاج ليمفوما هودجكين – معرضات لخطر أكبر للإصابة لاحقًا بسرطان الثدي.
8. التعرض لدواء DES
دواء ثنائي إيثيل ستيلبوسترول (DES) كان يُعطى لبعض النساء الحوامل بين عامي 1940 و1971 لتقليل فرص الإجهاض. وقد تبين أن النساء اللواتي تناولنه، وكذلك بناتهن اللواتي تعرضن له داخل الرحم، يواجهن خطرًا أكبر للإصابة بسرطان الثدي.
عوامل الخطر السلوكية ونمط الحياة
بالإضافة إلى العوامل الجينية والبيولوجية، هناك بعض العوامل التي يمكن تقليلها أو تجنبها من خلال تعديل نمط الحياة، وتشمل:
1. قلة النشاط البدني
قلة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة. النشاط البدني المستمر يُقلل من مستويات هرمون الإستروجين ويحسن من وظائف جهاز المناعة.
2. السمنة وزيادة الوزن بعد انقطاع الطمث
الدهون الزائدة، خاصة في منطقة البطن، ترفع من مستوى الإستروجين، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
3. تناول الهرمونات والعلاجات الهرمونية
بعض أشكال العلاج بالهرمونات البديلة (التي تحتوي على كل من الإستروجين والبروجسترون) ترفع خطر الإصابة عند استخدامها لفترات طويلة. كذلك بعض موانع الحمل الفموية قد تؤثر على المدى الطويل.
4. التدخين والتعرض للمواد الكيميائية
التدخين، خاصة في سن مبكرة، والتعرض لبعض المواد الكيميائية الصناعية التي تتداخل مع الهرمونات (مثل البيسفينول A) يُعتقد أنهما يرفعان من خطر الإصابة.
5. العمل بنظام النوبات الليلية
تشير بعض الدراسات إلى أن النساء اللاتي يعملن في نوبات ليلية لفترات طويلة قد يواجهن اختلالًا في إنتاج الميلاتونين، مما قد يؤثر على مستويات الهرمونات ويزيد من خطر الإصابة.
كيف يمكن للنساء تقليل خطر الإصابة؟
بالرغم من أن بعض عوامل الخطر لا يمكن تغييرها، إلا أن هناك خطوات عملية يمكن اتخاذها لتقليل الاحتمالات، خصوصًا للفئات الأكثر عرضة:
- الحفاظ على وزن صحي
- ممارسة النشاط البدني بانتظام
- الإقلاع عن التدخين
- مناقشة التاريخ العائلي مع الطبيب
- إجراء الفحوصات المنتظمة والتصوير الشعاعي للثدي
- التفكير في الفحوصات الجينية مثل BRCA لمن لديهن تاريخ عائلي قوي