هل تعاني من تساقط الشعر أم ترققه؟.. إليك الفرق والعلاج المناسب

قد يكون من المقلق ملاحظة تزايد كمية الشعر في فرشاة التصفيف أو أثناء الاستحمام، هذا المشهد يثير في أذهان الكثيرين الخوف من الصلع، وغالبًا ما تُستخدم مصطلحات مثل "تساقط الشعر" و"ترقق الشعر" بشكل متبادل. لكن الحقيقة أن كلا المصطلحين يشير إلى حالتين مختلفتين تمامًا، ومعرفة الفرق بينهما أمر ضروري لاختيار العلاج الصحيح وتفادي تفاقم المشكلة.
وفيما يلي يقدم "ترند ريل" الفرق بين ترقق الشعر وتساقطه.
ما هو تساقط الشعر؟
تساقط الشعر، أو ما يُعرف طبيًا بـ تساقط الشعر الكربي (Telogen Effluvium)، هو حالة يحدث فيها تساقط مفرط للشعر نتيجة دخول عدد كبير من الشعر في مرحلة السكون (التيلوجين) بشكل مفاجئ.
من الطبيعي أن يتساقط بين 50 إلى 100 شعرة يوميًا ضمن دورة نمو الشعر الطبيعية، التي تشمل ثلاث مراحل:
مرحلة النمو (الأناجين)
مرحلة الانتقال (الكاتاجين)
مرحلة السكون (التيلوجين)
عند نهاية مرحلة السكون، تتساقط الشعرة ويبدأ نمو شعرة جديدة، لكن عند التعرض لضغط بدني أو نفسي شديد، يمكن أن تنتقل نسبة كبيرة من بصيلات الشعر إلى مرحلة التيلوجين في وقت واحد، مما يؤدي إلى تساقط كميات ملحوظة من الشعر بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من الحدث المحفّز.
أسباب شائعة لتساقط الشعر الكربي:
- الإجهاد البدني أو العاطفي: مثل العمليات الجراحية، الأمراض الحادة، الحمى الشديدة، أو الصدمات النفسية.
- التغيرات الهرمونية: كالحمل، الولادة، أو انقطاع الطمث.
- سوء التغذية: نقص العناصر مثل الحديد، الزنك، أو البيوتين.
- بعض الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب أو مميعات الدم.
- فقدان الوزن المفاجئ: نتيجة اتباع نظام غذائي قاسٍ أو حمية سريعة.
الخبر الجيد:
غالبًا ما يكون هذا النوع من التساقط مؤقتًا، وتعود دورة الشعر إلى طبيعتها خلال عدة أشهر بعد معالجة السبب الرئيسي.
ما هو ترقق الشعر؟
ترقق الشعر هو عملية تدريجية تختلف عن التساقط المفاجئ. لا يتمثل في تساقط الشعر بكثرة، وإنما في انخفاض الكثافة والحجم تدريجيًا. قد تلاحظ أن خصلات الشعر أصبحت أضعف أو أن الفروة أصبحت أكثر وضوحًا.
السبب الأكثر شيوعًا:
الصلع الوراثي (الثعلبة الأندروجينية)، وتحدث هذه الحالة بسبب حساسية بصيلات الشعر لهرمون ديهيدروتستوستيرون (DHT)، مما يؤدي إلى تقلص حجم البصيلات وإنتاج شعر أقصر وأقل كثافة حتى تتوقف البصيلة عن النمو تمامًا.
أعراض ترقق الشعر:
- توسع فرق الشعر عند النساء
- تراجع خط الشعر أو ترققه عند الرجال
- وضوح فروة الرأس من خلال الشعر
- ذيل حصان يبدو أقل امتلاء
- شعور بانخفاض الحجم العام للشعر
- ترقق الشعر يتطور ببطء على مدى سنوات، وقد لا يُلاحظ إلا بعد فترات طويلة من بدايته.
أهمية التمييز بين تساقط الشعر وترققه
التمييز الدقيق بين هاتين الحالتين ضروري لأن:
- العلاج يختلف تمامًا: علاج تساقط الشعر المفاجئ لا يصلح مع الترقيق الوراثي، والعكس صحيح.
- التشخيص الخاطئ يُضيّع الوقت ويؤدي لاستخدام منتجات غير مناسبة.
- العلاج المبكر قد يمنع تلفًا دائمًا في البصيلات، خاصة في حالات الترقيق التدريجي.
- عند مواجهة تساقط مفاجئ، يجب التركيز على اكتشاف السبب الأساسي. أما في حالات الترقيق الوراثي، فإن العلاج غالبًا ما يكون طويل الأمد ويهدف إلى إبطاء تقدمه والحفاظ على الشعر المتبقي.
العلاجات والخيارات الطبية المتوفرة
بعد التشخيص، يقوم الأطباء بوضع خطة علاج فردية لكل مريض، تشمل العلاجات المتوفرة:
لحالات تساقط الشعر المؤقت:
مكملات غذائية لتعويض النقص
علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) لتحفيز النمو
لحالات الترقيق الوراثي:
أدوية طبية موضعية وفموية معتمدة من هيئة الغذاء والدواء لإبطاء التساقط وتحفيز النمو
علاج PRP لتقوية بصيلات الشعر
زراعة الشعر بتقنية FUE، خاصة للحالات المتقدمة، حيث يتم نقل بصيلات مقاومة للـ DHT إلى مناطق الترقق
الرعاية الوقائية وممارسات صحة الشعر
يمكن أن تساهم العادات الصحية اليومية في تقوية الشعر ودعم العلاجات الطبية.
نصائح وقائية فعالة:
نظام غذائي متوازن:
يشمل البروتين، الحديد، الزنك، والفيتامينات مثل B7 (البيوتين). أطعمة مثل البيض، السبانخ، السمك، والمكسرات مفيدة جدًا.
العناية اللطيفة بالشعر:
تجنبي تسريحات الشعر المشدودة، واستخدمي مشطًا واسع الأسنان عند تمشيط الشعر المبلل لتفادي التكسر.
تدليك فروة الرأس:
يُحسّن الدورة الدموية ويُعزز من تغذية البصيلات. يُفضل استخدام زيوت طبيعية مثل زيت جوز الهند أو اللوز.
إدارة التوتر:
التوتر المزمن يساهم في تساقط الشعر. مارسي التأمل أو اليوجا أو الرياضة بانتظام.