هل يمكن للميلاتونين حماية عينيك مع تقدمك في السن؟

الميلاتونين، المكمل الغذائي الشائع الذي يُروّج له عادةً كمساعد على النوم، قد يُوفّر فوائد غير متوقعة تتجاوز تنظيم النوم، فقد أظهرت دراسة جديدة أن الميلاتونين قد يساهم في الوقاية من مرض يصيب العين ويُعرف باسم الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)، خاصة بين كبار السن.
الميلاتونين وصحة العين
شملت الدراسة عددًا كبيرًا من المشاركين ممن تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر، وكان من بينهم أشخاص يعانون من الضمور البقعي الجاف، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا الميلاتونين كانوا أقل عرضة للإصابة بالضمور البقعي إذا لم يكونوا مصابين به، كما أن المرض تطوّر بوتيرة أبطأ لدى المصابين.
وقال الدكتور ثيودور لينج، أستاذ مشارك في طب العيون بكلية الطب في جامعة ستانفورد، في تصريح لموقع Verywell، على الرغم من أن هذه الدراسة تعتمد على بيانات استرجاعية واحدة فقط، إلا أنني أجد نتائجها مثيرة للاهتمام، حيث إن الميلاتونين، وهو مضاد أكسدة محتمل، يمكن أن يساعد أيضًا في الوقاية من تطور الضمور البقعي.
ما هو الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)؟
الضمور البقعي المرتبط بالعمر هو مرض شائع في العين، تزداد فرص الإصابة به مع التقدّم في السن، ويُعد السبب الرئيسي لفقدان البصر بين البالغين ممن تجاوزوا سن 65 عامًا. يتسبب المرض في تشويش الرؤية المركزية، مما يعيق القدرة على القراءة، والقيادة، ورؤية التفاصيل الدقيقة.
يظهر الضمور البقعي في شكلين:
- الضمور البقعي الجاف: وهو الشكل الأكثر شيوعًا، يحدث نتيجة ترقّق طبيعي في منطقة البقعة الصفراء في شبكية العين مع التقدّم في العمر، ويتطور تدريجيًا.
- الضمور البقعي الرطب: وهو أقل شيوعًا لكنه أكثر خطورة، وينتج عن نمو غير طبيعي للأوعية الدموية تحت الشبكية.
لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة من الضمور البقعي الجاف، ولكن مع تطوّر الحالة قد يعاني الشخص من:
- تشوّش في الرؤية المركزية
- رؤية خطوط ملتوية أو متعرجة
- ظهور بقع مظلمة أو فارغة
- صعوبة في الرؤية تحت الإضاءة المنخفضة
- بهتان الألوان
خطوات للوقاية أو إبطاء تطور المرض
عند تشخيص المرض في مراحله المبكرة، يمكن اتخاذ عدة تدابير لإبطاء تقدمه، مثل:
- اتباع نظام غذائي متوازن
- التوقف عن التدخين
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
- الخضوع لفحص سنوي للعين
- تناول مكملات غذائية تحتوي على مضادات أكسدة
وقد أظهرت الدراسات أن مكملات تحتوي على مزيج من مضادات الأكسدة مثل فيتامين C، فيتامين E، اللوتين والزياكسانثين – والمعروفة باسم تركيبة AREDS2 – تساهم في إبطاء تطور المرض والحفاظ على الرؤية. فعند تناول تركيبة AREDS2 بشكل يومي، تنخفض احتمالية تفاقم الحالة بنسبة تصل إلى 25% في المراحل المتوسطة من المرض، كما تُقلل من خطر فقدان الرؤية المركزية بنسبة 19%.
كيف يمكن للميلاتونين أن يساعد؟
بالإضافة إلى دوره المعروف في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ، يتمتع الميلاتونين بخصائص مضادة للأكسدة والالتهاب، ما يجعله مؤهلاً للمساهمة في الوقاية من أمراض الشيخوخة الناتجة عن الإجهاد التأكسدي، مثل:
- الالتهابات المزمنة
- ضعف المناعة
- تراجع القدرات المعرفية
- أمراض القلب والأوعية الدموية
- الأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر وباركنسون
كما يمتلك الميلاتونين خصائص مضادة لتكوّن الأوعية الدموية غير الطبيعية، إلى جانب قدرته على حماية الميتوكوندريا داخل خلايا الجسم. وتُشير هذه الخصائص إلى إمكانية فعاليته في إبطاء تطور الضمور البقعي الجاف.
وأوضح هيجين جونج، طالب الطب في كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف ومؤلف الدراسة، أن الضمور البقعي يحدث نتيجة عدة عمليات مرضية، من بينها الضرر التأكسدي، وتكوّن الأوعية الدموية الجديدة في منطقة المشيمية، واختلال موت الخلايا المبرمج في شبكية العين. ونعتقد أن الميلاتونين قد يكون قادرًا على التصدي لهذه العمليات، مما يقلل من خطر تطور المرض.
هل الميلاتونين آمن للاستخدام طويل الأمد؟
تُصنّف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الميلاتونين كمكمل غذائي، ويُعتبر آمنًا للاستخدام على المدى الطويل، ولا توجد أدلة تُشير إلى آثار جانبية دائمة له. ومع ذلك، قد يُسبب بعض الآثار الجانبية قصيرة الأمد، منها:
- الشعور بالنعاس
- الصداع
- الدوخة
- الغثيان
- الأحلام الحية أو الكوابيس
- تغيرات مزاجية
حتى الآن، لا توجد جرعة موصى بها بشكل رسمي للاستخدام اليومي بهدف إبطاء تطور الضمور البقعي، لكن الدراسات تشير إلى أن جرعة تتراوح بين 5 و6 ملليجرام لكل جرعة تعتبر آمنة. إلا أن الدراسة الأخيرة لم تُحدّد جرعة الميلاتونين التي تناولها المشاركون، مما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد الجرعة الفعالة لأغراض الوقاية أو الإبطاء من المرض.
التوصيات الطبية
كما هو الحال مع أي مكمل غذائي، يُوصى دائمًا بمراجعة الطبيب قبل بدء تناول الميلاتونين، خاصةً لأولئك الذين يعانون من مشاكل في الرؤية أو لديهم تاريخ عائلي مع أمراض العين المرتبطة بالعمر. يمكن للطبيب أن يُقدّم التوجيه المناسب بشأن المكملات التي تناسب حالتك الصحية، وكذلك الخطوات الوقائية للحفاظ على صحة عينيك مع التقدّم في السن.