ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

في اليوم العالمي للتأتأة.. متى تشير لوجود مشكلة نفسية؟

اليوم العالمي للتاتاة
اليوم العالمي للتاتاة

يحتفل العالم في الثاني والعشرين من أكتوبر من كل عام بـ"اليوم العالمي للتأتأة" أو التعلثم، بهدف زيادة الوعي بمشكلة التأتأة عند الأطفال، وتسليط الضوء على أسبابها وكيفية التعامل معها للحد من آثارها السلبية على حياة الطفل.

ما هي التأتأة؟

التأتأة هي اضطراب في الكلام يؤدي إلى تعطل تدفق الكلام الطبيعي، حيث يتعرض الطفل لوقفات غير مقصودة أو تكرار أو إطالة في الأصوات أو المقاطع أو الكلمات، مما يؤثر على سلاسة التواصل.

يجب التفريق بين التأتأة الحقيقية والتكرار الطبيعي للكلام الذي قد يحدث أثناء تعلم الطفل للكلام.

أنواع التأتأة

التأتأة النمائية: النوع الأكثر شيوعًا بين الأطفال، يظهر عادةً بين سنتين وخمس سنوات، نتيجة تأخر تطور مهارات الكلام واللغة.

التأتأة العصبية: تحدث بعد إصابات أو أمراض دماغية تؤثر على التواصل بين الدماغ والعضلات المسؤولة عن النطق.

التأتأة النفسية: أقل شيوعًا، قد تنتج عن صدمات نفسية أو اضطرابات في التفكير.

متى تكون التأتأة طبيعية؟

تشير الدكتورة نورهان أمين، استشاري علم نفس الطفل بجامعة عين شمس، إلى أن التأتأة تُعتبر أمرًا طبيعيًا في مرحلة الطفولة المبكرة من عمر 3 إلى 6 سنوات، حيث يتعلم الطفل التعبير عن نفسه ويتطور كلامه. في هذه المرحلة، يُنصح الآباء بإعطاء الطفل الوقت والمساحة للتحدث بحرية دون مقاطعته أو تعديل كلامه.

بينما يبدأ القلق عندما تستمر التأتأة بعد سن 6 إلى 8 سنوات، حيث يحتاج الطفل إلى دعم إضافي من خلال التدريب على النطق بطلاقة وتشجيعه على التحدث بثقة.

متى تشير التأتأة إلى وجود مشكلة؟

يجب الانتباه إلى استمرار التأتأة بعد عمر 8 سنوات، إذ قد تكون علامة على وجود اضطرابات نفسية أو مشكلات أخرى مثل:

  • الخجل المفرط وعدم الثقة بالنفس.
  • التعرض للعنف أو التوبيخ المستمر.
  • الإهمال النفسي أو الشعور بالنقص.

في هذه الحالات، يحتاج الطفل إلى جلسات تخاطب متخصصة بالإضافة إلى دعم نفسي وأسري. كما أن هناك حالات نادرة قد تكون التأتأة فيها نتيجة لمشكلات عضوية تؤثر على مخارج الحروف وطريقة النطق.

أعراض التأتأة عند الأطفال

  • تكرار أو إطالة الأصوات والمقاطع.
  • توقف مفاجئ عن الكلام رغم رغبة الطفل في التحدث.
  • ظهور علامات توتر مثل رمش العين أو اهتزاز الشفاه.
  • زيادة التأتأة في حالات التعب أو التوتر.
  • خوف الطفل من التحدث أو تجنبه لمواقف الكلام.

كيفية تشخيص التأتأة

يقوم الأطباء بأخذ تاريخ طبي شامل للطفل والعائلة، ثم يحيلون الطفل إلى أخصائي النطق واللغة الذي يقيّم حالة الطفل عبر ملاحظة سلوكه في مواقف كلامية مختلفة، بالإضافة إلى إجراء اختبارات متخصصة.

علاج التأتأة

لا يوجد علاج نهائي للتأتأة، لكن العلاج المبكر والفعال يساعد في تقليل حدتها ومنع استمرارها في مرحلة البلوغ. يشمل العلاج:

  • جلسات نطق ولغة لتعليم الطفل تقنيات الكلام السلس مثل التنفس الصحيح وإبطاء الوتيرة.
  • دعم نفسي واجتماعي لتعزيز ثقة الطفل بنفسه.

مضاعفات التأتأة

إذا لم تُعالج بشكل صحيح، قد تؤدي التأتأة إلى مشاكل في:

  • المشاركة الاجتماعية.
  • احترام الذات.
  • الأداء الأكاديمي.

دور الأسرة في دعم الطفل المتلعثم

تؤكد الدكتورة نورهان أمين أن البيئة الأسرية الداعمة تلعب دورًا أساسيًا في مساعدة الطفل على التعايش مع التأتأة. من أهم النصائح:

  1. عدم مقاطعة الطفل أثناء حديثه ومنحه فرصة التعبير بحرية.
  2. تجنب توجيه عدة أسئلة في وقت واحد لتفادي إرباك الطفل.
  3. الامتناع عن نقد أو توبيخ الطفل، خاصة أمام الآخرين.
  4. تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره دون تعديل أو انتقاد.
  5. المحافظة على التواصل البصري أثناء الحديث لتعزيز الألفة والثقة.
  6. مشاركة الطفل في الأنشطة اليومية مع الأسرة لتعزيز شعوره بالانتماء.

الوقاية من التأتأة

رغم أن أسباب التأتأة ليست واضحة تمامًا، إلا أن توفير بيئة داعمة وصحية للطفل تساعد على تحسين مهارات النطق وتفادي تفاقم المشكلة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

ينصح بمراجعة الطبيب أو أخصائي النطق إذا:

  • استمرت التأتأة لأكثر من 6 أشهر.
  • بدأ الطفل في تجنب التحدث أو يظهر خوفًا منه.
  • ظهرت مشاكل دراسية أو اجتماعية.
  • كان هناك علامات توتر أو اضطراب نفسي مرتبط بالتأتأة.
تم نسخ الرابط