دراسة: ركوب الدراجات قد تساعدك على العيش لفترة أطول وتمنحك السعادة

في الولايات المتحدة، يعتمد معظم الناس على السيارات كوسيلة أساسية للتنقل، لكن الأمر يختلف في مناطق أخرى من العالم، مثل أوروبا واليابان، حيث يُعد ركوب الدراجات وسيلة نقل شائعة ونشاطًا يمارسه الأفراد من مختلف الأعمار.

أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة تسوكوبا في اليابان أن ركوب الدراجات يسهم في تحسين الصحة وزيادة متوسط العمر، خصوصًا لدى كبار السن، ورغم أن ركوب الدراجة يُعتبر نوعًا من الرياضة، إلا أنه غالبًا ما يحمل جانبًا اجتماعيًا مهمًا يُعزز من الصحة النفسية.

كيف تساعد رياضة ركوب الدراجات على تعزيز أهداف طول العمر؟

توصّلت الدراسة اليابانية، التي أجراها الدكتور كينجي تسونودا من معهد العلوم الصحية والرياضية بجامعة تسوكوبا، وفق ما جاء في "realsimple."، إلى أن ركوب الدراجات يرتبط بانخفاض خطر الإعاقة الوظيفية والوفاة لدى كبار السن. وأشار تسونودا إلى أن هذه التأثيرات الوقائية تكون أكثر وضوحًا بين من لا يقودون السيارات.

وأوضح أن الأمر لا يقتصر على جولة بالدراجة في عطلة نهاية الأسبوع، بل إن الفوائد الحقيقية لركوب الدراجات تنبع من استخدامها كوسيلة نقل يومية أكثر من كونها مجرد رياضة. حتى الاستخدام العرضي يمكن أن يقدم فوائد ملموسة، خاصةً لكبار السن الذين توقفوا عن القيادة ويرغبون في الذهاب إلى أماكن مثل محلات البقالة أو منازل الأصدقاء.

الفوائد البدنية لركوب الدراجات

يؤكد تسونودا أن ركوب الدراجات يُعد تمرينًا هوائيًا ممتازًا يُساعد في تعزيز اللياقة البدنية. كما يوضح الدكتور روبن تشين، المتخصص في الطب الرياضي وإدارة الألم، أن هذه الرياضة تُساهم في تقوية القلب، وتحسين الدورة الدموية، والحفاظ على كتلة العضلات، وكلها عوامل تُعزز طول العمر.

ويضيف تشين أن ركوب الدراجات يُفعّل مجموعة كبيرة من العضلات، منها عضلات الفخذ الرباعية، وأوتار الركبة، والساقين، والأرداف، والجذع، والذراعين، مما يُحافظ على القوة والتوازن. وتشير الدراسات إلى أن قوة عضلات الساق ترتبط ارتباطًا مباشرًا بطول العمر، إذ إن استخدامها المنتظم يقلل من التدهور المرتبط بالعمر، ويحد من آلام المفاصل، ويخفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

وتوضح الدكتورة غابرييل ليون، مؤلفة كتاب "قوي للأبد: استراتيجية علمية للشيخوخة السليمة"، أن من مزايا ركوب الدراجات أنه لطيف على المفاصل مقارنةً برياضات التحمل عالية التأثير مثل الجري، مما يجعله خيارًا مثاليًا لكبار السن الذين يسعون للحفاظ على نشاطهم دون إجهاد الركبتين أو الوركين.

كيف يعزز ركوب الدراجات الصحة العقلية؟

يقول الدكتور جون رينكر، الطبيب الباطني في مركز OSF للرعاية الصحية في إلينوي، إن ركوب الدراجات، كغيره من الأنشطة البدنية، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق. ويضيف أن كبار السن الذين يشاركون في أنشطة خارجية يظهر لديهم انخفاض في مستويات القلق وتحسن عام في الصحة النفسية.

كما يشير الدكتور تشين إلى أن ركوب الدراجات يُعزز الصحة النفسية من خلال إفراز الإندورفين، وتقليل التوتر، وتحسين المزاج.

إلى جانب ذلك، يؤكد ليون أن ركوب الدراجات يُحسّن صحة الدماغ من خلال زيادة تدفق الدم وتوصيل العناصر الغذائية إليه. وبما أن نحو 20% من حالات الخرف ترتبط بمشكلات في الأوعية الدموية، فإن هذه الفائدة تمثل عاملًا مهمًا في الوقاية من أمراض مثل الزهايمر والخرف الوعائي.

ركوب الدراجات ودوره في تعزيز التواصل الاجتماعي

يساعد ركوب الدراجات كبار السن على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين. فكما يوضح تسونودا، فإن ركوب الدراجة يُتيح للفرد قطع مسافات أطول مقارنةً بالمشي، مما يشجعه على مغادرة المنزل وزيارة أماكن مختلفة، مثل المتاجر والعيادات والمقاهي وأماكن الترفيه ومنازل الأصدقاء والأقارب. هذه الأنشطة تسهم في تقليل العزلة الاجتماعية وتعزيز الصحة النفسية.

المخاطر المحتملة وطرق الوقاية

مثل أي نشاط بدني، ينطوي ركوب الدراجات على بعض المخاطر، خاصةً مع التقدم في العمر. فبحسب الدكتورة ليون، يمكن أن تؤدي مشكلات التوازن أو تيبس المفاصل أو بطء ردود الفعل إلى زيادة خطر السقوط أو الإصابة. كما أن ضعف الرؤية أو انخفاض التنسيق قد يجعل ركوب الدراجة أكثر خطورة على الطرق المزدحمة أو غير المستوية.

لكن الخبر الجيد هو أن هذه المخاطر يمكن الحد منها بعدة طرق. يمكن، على سبيل المثال، استخدام الدراجة الثابتة أو الدراجة ثلاثية العجلات لتقليل احتمالية السقوط. كما يُنصح بارتداء الخوذة، والمحافظة على صيانة الدراجة بشكل جيد، والالتزام بالطرق السلسة والمألوفة.

وتُشير ليون إلى أهمية الجمع بين ركوب الدراجات وتمارين المقاومة وتمارين التوازن، لأنها تُحسن من التحكم العضلي والإحساس الحركي، مما يجعل ممارسة ركوب الدراجات أكثر أمانًا ومتعة في مختلف مراحل الحياة.