60 طالب يتنافسون في هاكاثون الذكاء الاصطناعي لدعم مستقبل الصناعة الوطنية
في خطوة لافتة نحو دمج الجيل الشاب مع مستقبل الصناعة المتقدمة اختتمت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالشراكة مع شركة نستله الإمارات فعاليات "هاكاثون الذكاء الاصطناعي للصناعة تحدي المبيعات والاستراتيجية" الذي استمر على مدار ثلاثة أيام في مقر الوزارة بدبي الحدث الذي جمع 60 طالب وطالبة من سبع جامعات إماراتية لم يكن مجرد مسابقة تقنية بل منصة حقيقية لتحويل الأفكار إلى حلول عملية تخدم الاقتصاد الوطني.
تأتي هذه المبادرة كجزء من رؤية استراتيجية أوسع تتبناها الدولة لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودعم أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومبادرة "اصنع في الإمارات" التي تسعى إلى تحويل الإمارات إلى مركز عالمي للتصنيع المستقبلي القائم على الابتكار والمعرفة.
ركز الهاكاثون على تمكين الطلبة من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات لمعالجة تحديات صناعية فعلية خاصة في مجالات المبيعات، التوزيع، والاستراتيجيات التجارية. وعلى مدى الأيام الثلاثة عمل المشاركون بتركيز عالي على تطوير نماذج ذكية قادرة على التنبؤ بالطلب بدقة وتحسين كفاءة شبكات التوزيع، وتحليل سلوك المستهلك لاتخاذ قرارات تسعيرية واستراتيجية أكثر فعالية.
لم تكن المسابقة فقط عن البرمجة أو الخوارزميات بل عن فهم عميق لسلاسل الإمداد، وديناميات السوق، وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تحدث فرق حقيقي في أداء الشركات وتنافسيتها كل مشروع كان يمثل محاولة لربط النظرية بالتطبيق في بيئة تحاكي واقع العمل الصناعي الحديث.
تميز الحدث بمشاركة خبراء من شركة نستله إحدى أكبر الشركات العالمية في قطاع الأغذية إلى جانب مختصين تقنيين رفيعي المستوى وقدموا للمشاركين سلسلة من ورش العمل والجلسات التطويرية التي غطت أحدث ما توصلت إليه الصناعة في مجالات الذكاء الاصطناعي، التحليلات التنبؤية، وتصميم النماذج الرقمية.
ومن خلال هذا الدعم الفني والإشراف المتخصص تمكن الطلاب من صقل أفكارهم، واختبارها، وتقديم عروض شاملة ومتكاملة أمام لجنة التحكيم التي قيمت المشاريع بناء على معايير دقيقة تشمل درجة الابتكار، الجودة التقنية للتنفيذ، التأثير التجاري المحتمل، جودة البيانات المستخدمة، ووضوح وقوة العرض التقديمي.
في تعليقه على الحدث أكد سعادة عمر السويدي وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة أن مثل هذه المبادرات تعد ركيزة أساسية في بناء اقتصاد مستدام ومعرفي وقال:
"نحن نعمل على تمكين الشباب ليكونوا محرك التحول الصناعي وليس فقط متلقين له الهاكاثون يمنحهم فرصة للمساهمة في حل مشكلات حقيقية ويسرع اعتماد التكنولوجيا المتقدمة في قطاعاتنا الحيوية."
وأضاف أن الوزارة تواصل تعزيز التعاون مع الشركات الرائدة عالميًا لنقل الخبرات وبناء منظومة صناعية مرنة، ودعم الصادرات وترسيخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية للصناعات المستقبلية.
من جانبه أعرب سيرج براتسيف المدير العام لشركة نستله في الإمارات والكويت وقطر واليمن عن فخر الشركة بهذه الشراكة مشير إلى أنها تندرج ضمن برنامجها العالمي Nestlé Needs Youth الهادف إلى تمكين الشباب وبناء المهارات المستقبلية وقال:
"نحن نؤمن بأن الاستثمار في المواهب المحلية هو استثمار في الاستدامة من خلال نقل خبراتنا العالمية إلى الساحة المحلية نساهم في بناء جيل قادر على قيادة الصناعة الإماراتية نحو آفاق جديدة من الكفاءة والابتكار."