ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

عالم الموضة يودّع المصمم الأيقوني بول كوستيلو… مصمم الأميرة ديانا أحد أبرز رموز الأزياء الإيرلندية وصاحب بصمة خالدة

بول كوستيلو
بول كوستيلو

رحل اليوم العملاق الذي ارتبط اسمه بجانب من أهم اللحظات في تاريخ الموضة العالمية، المصمم الإيرلندي Paul Costelloe، عن عمرٍ ناهز الثمانين عاماً، بعد صراعٍ قصيرٍ مع المرض، مُحيطاً بعائلته المكونة من زوجته وأبنائه السبعة في لندن، وفقاً لما أعلنت دار أزيائه. 

وُلد Costelloe في دبلن عام 1945، وبدأ رحلته في عالم الأناقة بفترةٍ من الدراسة في باريس لدى مدرسة “Chambre Syndicale de la Haute Couture” ثم عمل في ميلان ونيويورك قبل أن يؤسس علامته الخاصة في لندن عام 1979. 

وفي عام 1983، تمّ تعيينه مصمماً شخصياً لـ Princess Diana، الأمر الذي رفع اسمه إلى مصاف النجوم في عالم الأزياء.  ومنذ إطلاقه لدار «Paul Costelloe Collections»، عرض مجموعاته بانتظام في London Fashion Week منذ انطلاقها تقريباً وحتى سبتمبر 2025، ما يجعله أحد أعمدة الحدث. 

وقد تميزت تصميماته بمزج البساطة مع الفخامة، وحبّه للأقمشة الإيطالية، واستخدامه لتويد دونِغال والكتان الإيرلندي في بداياته، قبل أن يتوسع في تشكيل مجموعات تشمل الأزياء النسائية والرجالية، الحقائب، الإكسسوارات، وحتى الأثاث المنزلي. 

ومن العلامات البارزة في مسيرته: شراكته الطويلة مع متجر Dunnes Stores في إيرلندا، إذ أطلقت من خلاله خطوط أزياء ومفروشات منزلية تصدرت السوق المحلي على مدى عقدين. 

وعلى المستوى الشخصي، عرف Costelloe بأنه رجل يتمتع بمزيج نادر من الشغف الفنان والأناقة الهادئة، وقد وصفته الصحافة بأنه “سهُل وانضباطي” في مظهره مثلما كانت ملابسه انعكاساً لشخصيته، محبّاً للخطوط الواضحة والأقمشة الفخمة بعيداً عن الصراعات التصميمة المُفرطة. 

إرثٌ لا يُمحى

وبرحيل بول كوستيلو، يفقد عالم الأزياء واحداً من رموزه التي استطاعت أن تبلور تجربةً إيرلنديةً دخلت التاريخ العالمي، وصنعت جسراً بين لندن، باريس، ميلان، ونيويورك. لقد ترك خلفه إرثاً مهنياً وإنسانياً كبيراً، من خلال تجاربه، شراكاته، وتأثيره على الأجيال الجديدة من المصممين. لقد كان أحد الذين جسّدوا كيف يمكن للمصمم أن يكون مبتكراً تجارياً وفناناً في آن.

كما أن ارتباطه بـ Princess Diana أضفى على مسيرته بُعداً من الأيقونة الثقافية، حيث صمم لها إطلالات خالدة ظلت تُذكر حتى اليوم، ما جعل اسمه مرتبطاً ليس فقط بموضة النساء وإنما بثقافة العصر.

وفي وقتٍ تتسارع فيه وتيرة الموضة وتتنوع فيه الأجيال، يبقى بول كوستيلو مثالاً على الثبات والاعتداد بالجودة والحرفة. وستظل علامته، وعلاقته الطويلة بالتصميم الرفيع، مصدراً للإلهام للعديد من المصممين الذين يسعون إلى ترك بصمة تتجاوز نطاق الزمن.

وفي النهاية قد يغيب جسد بول كوستيلو، لكن رؤيته لا تزال حيّة في القماش، والخياطة، والقصّة الصغيرة التي تُحاكي أناقةً لا تُنسى. حين ننظر اليوم إلى تصميمه، لا نرى مجرد فستان أو بدلة، بل نلمس ثقافة تصميمٍ عميقة، احتراماً للحرفة، وولاءً لجذور الإنشاء الفني. إن الصناعة التي أعطاها سنوات عمره، وارتبطت باسمه لأربعين عاماً على محطات عرضٍ عالمية، تُمثّل اليوم محطة احترامٍ وتقديرٍ لمساهمةٍ ستبقى باقية.

تم نسخ الرابط