شرم الشيخ .. أهم عشرة مزارات لا تفوتها في لؤلؤة البحر الأحمر

شرم الشيخ، "مدينة السلام"، ليست مجرد وجهة سياحية عادية، بل هي فسيفساء متكاملة من الجمال الطبيعي الساحر والتراث المعماري الحديث والترفيه العصري الذي يجذب الزوار من كل بقاع الأرض. 
هذه المدينة الواقعة عند ملتقى خليجي العقبة والسويس على ساحل البحر الأحمر، أثبتت مراراً وتكراراً أنها واحدة من أجمل أربع مدن في العالم، وحصلت على جوائز دولية مرموقة، بفضل بنيتها التحتية المتطورة ومقوماتها السياحية التي لا تُضاهى. إنها حقاً لؤلؤة تتلألأ في قلب سيناء، وتَعِد زائريها بتجارب لا تُنسى تتجاوز مجرد الاستمتاع بأشعة الشمس والمياه الفيروزية.

سحر الطبيعة: محميات وأعماق تحبس الأنفاس
تتجسد الروعة الطبيعية لشرم الشيخ في عدد من المحميات والمواقع التي تُعد جنة للغواصين ومحبي الحياة البحرية. وتأتي في مقدمتها محمية رأس محمد، التي تُصنف كواحدة من أشهر المحميات عالمياً. تتميز مياهها بلونها الأزرق الصافي الاستثنائي، وتضم مجموعة نادرة من الشعاب المرجانية الملونة التي تشكل نظاماً بيئياً غنياً للأسماك والكائنات البحرية المتنوعة. تعتبر المحمية مقصداً أساسياً لممارسة رياضة الغوص والسنوركلينج (الغطس السطحي)، حيث تمنح الزوار فرصة فريدة للسباحة مع الأسماك الملونة واستكشاف هذا العالم المائي السري.
أما الثقب الأزرق، فهو معلم آخر يجذب المغامرين من جميع أنحاء العالم. على الرغم من تحديه، إلا أنه يوفر تجربة غوص لا مثيل لها، حيث يمكن للغواصين الاستمتاع برؤية التكوينات المرجانية الساحرة على جوانب هذا التكوين الطبيعي الغامض. وإلى جانب الشواطئ الهادئة والجبال الشاهقة، تبرز محمية نبق بجمالها الصحراوي والجبال الصخرية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بأنشطة مثل التخييم، تسلق الجبال، والتزلج على الرمال الناعمة، مما يضيف بعداً آخر لرحلة الاستكشاف في سيناء.

معالم عصرية بتراث أصيل
لم تعد شرم الشيخ مقتصرة على الشواطئ فحسب، بل طورت من نفسها لتضم معالم ثقافية ومعمارية حديثة تجذب الزوار. يعد مسجد الصحابة في السوق القديم تحفة معمارية حديثة ذات طراز عثماني، بمآذنه الشاهقة وزخرفته الفريدة، وهو يُعد ثاني أكبر مسجد في المدينة، وأصبح رمزاً معمارياً يحرص السياح على زيارته والتقاط الصور التذكارية أمامه.
وفي منطقة هضبة أم السيد، يقف النصب التذكاري لضحايا تحطم الطائرة كمعلم ذي أهمية تاريخية وإنسانية، حيث يطل على مناظر بانورامية جميلة للبحر، ويُعد مكاناً للتأمل والذكرى. كما تشتهر المدينة بمعالم ترفيهية متكاملة مثل ميدان سوهو سكوير، الذي يمثل مجمعاً تجارياً وترفيهياً عصرياً، يضم مطاعم عالمية ومرافق ترفيهية مثل صالة البولينغ وحلبة التزلج على الجليد، بالإضافة إلى النافورة المضيئة الساحرة، مما يجعله وجهة مثالية للسهرات العائلية والشبابية.

تنوع الأنشطة والترفيه
لا تتوقف المتعة في شرم الشيخ عند الغوص والاسترخاء، فالمدينة تقدم باقة واسعة من الأنشطة الترفيهية. يعد خليج نعمة القلب النابض للمدينة، بممشاه السياحي الحيوي الذي يمتلئ بالبازارات والمقاهي والمطاعم، وهو مكان مثالي للتسوق وقضاء وقت ممتع في قلب المدينة الصاخب.
كما يمكن للزوار الاستمتاع بزيارة متحف شرم الشيخ الذي افتتح مؤخراً، والذي يضم أكثر من 2000 قطعة أثرية تحاكي الحضارة الفرعونية والحياة اليومية في جنوب سيناء، ليقدم جرعة ثقافية وتاريخية غنية. وللباحثين عن الإثارة، تقدم المدينة عروضاً للدلافين في دولفينا بارك، بالإضافة إلى الألعاب المائية في منتزهات مثل أكوا بلو ووتر بارك.

في الختام، تُبرهن شرم الشيخ على أنها وجهة سياحية عالمية المستوى بامتياز، تنجح في الجمع بين سحر الطبيعة البكر وعمق التاريخ المصري، وتوفير كل سبل الراحة والترفيه لزوارها. إنها دعوة مفتوحة لاستكشاف الجمال، والمغامرة، والسلام.