حسين فهمي خلال ندوة تكريمه بمهرجان مراكش : المنع عدو الإبداع والثورة الرقمية هي أهم تحديات فنان اليوم
في لقاء جمعه بالصحافة والإعلام المغربي صباح اليوم في مراكش المغربية، اجاب الفنان حسين فهمي، على اسئلة عديدة كان أبرزها حول استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة السينما وهو السؤال المكرر من الصحافة المغربية لكل ضيوف المهرجان هذا العام.
الندوة امتدّت قرابة الساعة وتحدث فيها فهمي مستعيداً ذكريات مساره الفني الممتد لأكثر من 50 عاماً، ومعبراً عن رأيه في الجيل الفني الجديد، والجدل الذي أثير حول مشاركته في فيلم "الملحد".
وقال فهمي إنه سعيد جداً بتواجده وتكريمه في المهرجان الدولي للسينما بمراكش، وفي وسط الجمهور المغربي، مؤكداً أن تجربة التكريم كانت رائعة ومليئة بالمشاعر، خصوصاً وأن المغرب شهد تصوير أولى أفلامه "دمي ودموعي وابتسامتي"، كما حضر أول دورة للمهرجان.
وعن مساره الفني الطويل، أوضح حسين فهمي أن الزمن يمضي بسرعة، وأنه خلال الخمسين عاما الماضية قدم الكثير، إذ درس في معهد السينما بالقاهرة، ثم أتم دراسته في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس، وعمل في أمريكا لثلاث سنوات في الإعلانات والأفلام القصيرة.
وأضاف: "أنا منغمس في السينما منذ الصغر. أحببت السينما المصرية جدا واهتممت بها، وأسهمت بشكل كبير في أفلام الأبيض والأسود، وحاليا أشارك في ترميمها. السينما كانت جزءا من حياتي كلها"، وأشار حسين فهمي إلى أن الشيء الذي يطمح لتجربته في المستقبل هو الإخراج.
وأوضح النجم المصري، خلال ندوة تكريمه على هامش الدورة الـ 22 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن الفنان بات يواجه اليوم تحديات كبيرة في ظل انتشار الإنترنت والهواتف الذكية والتكنولوجيات الجديدة، موضحاً أن هذه التكنولوجيات تشهد تطوراً متسارعاً، وأن السينما ليست بمنأى عن هذه التحولات. وأشار إلى أن ظهور منصات مشاهدة الأفلام غير بشكل عميق عادات الجمهور، قائلا إن الناس في الماضي كانوا يتحملون عناء الذهاب إلى قاعات السينما، بينما يكفي اليوم أن يخرج المرء هاتفه ليشاهد فيلماً.
وأوضح أن هذه التحولات بدلت بشكل جذري بيئة عمل السينمائيين، وأن المخرجين والمنتجين والممثلين أصبحوا اليوم مطالبين بالتكيف مع صيغ عمل جديدة، وإيقاعات إنتاج مختلفة، ومع جمهور يجري استقطابه باستمرار بكم هائل من المحتوى المتاح.
ولفت فهمي إلى أن التحدي الحقيقي يكتسي كذلك طابعا إنسانيا، إذ كانت الأعمال الفنية في الماضي أكثر تركيزا على الإنسان، وتمكن المشاهد أن يعيش بعمق، مع الممثل، كثافة الشعور وتفاصيله مشيرا إلى أن هذا الرابط قد تراجع جزئيا في الوقت الراهن، معتبرا أن مسافة ما نشأت بفعل كثرة الإنتاجات التي لم تعد تراعي دائما البعد الإنساني، إلى حد أن المتفرج لم يعد يشعر بنفس قوة المشاعر التي كان يحس بها في السابق.
وحول رأيه في الجيل الحالي، قال: "هناك العديد من المواهب الشابة، وبعضهم يمتلك طاقات كبيرة. أما بالنسبة للشخص الذي يستطيع تجسيد حياتي، فللجمهور حق الاختيار".
وبخصوص الجدل الذي أثير حول فيلم "الملحد"، أشار إلى أنه ضد إصدار الأحكام دون مشاهدة العمل، مضيفاً: "أنا ضد المنع تماماً. وطوال حياتي كنت دائماً مع ترك الحرية، لأن الإبداع يأتي من الحرية. يجب أن نترك المجال لكل فنان للتعبير عن رأيه، ومن يختلف يمكنه تقديم رأيه، لكن المنع يحد من الإبداع".