ماذا تقول وضعية نومك عن صحتك العقلية؟
يزعم بعض مستخدمي منصات التواصل أن أوضاع النوم مثل "متسلق الجبال" أو "الفلامنجو" قد تكشف عن مستويات مرتفعة من التوتر أو الضغط العاطفي، ورغم أن هذا يبدو منطقيًا، إلا أنه لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذه الفكرة.
هل وضعية نومك تعني شيئًا؟
أبحاث وضعيات النوم محدودة جدًا، ومعظم الدراسات القديمة تعود لعقود مضت.
يركز البحث الحديث على جودة النوم وتأثيرها في الصحة الجسدية والعقلية، وليس على تفسير شخصية الفرد من خلال طريقة نومه.
تشير بعض الدراسات إلى أن النوم على الجانب قد يساعد الدماغ على التخلص من الفضلات، مما قد يقلل خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر.
ومع ذلك، يبقى الارتباط الأقوى بين التوتر وجودة النوم، حيث يؤثر كل منهما في الآخر بغض النظر عن الوضعية.
كيف يؤثر التوتر على النوم؟
عند التعرّض للضغط، ينشط الجسم محورًا هرمونيًا مسؤولًا عن إفراز الكورتيزول، وهو هرمون يتحكم في استجابة الجسم للضغط.
الكورتيزول يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم النوم والاستيقاظ، وتنظيم الأيض، وتقليل الالتهاب.
لكن ارتفاع مستويات الكورتيزول لفترات طويلة أو التوتر المزمن يؤثر سلبًا على هذه الوظائف، وقد يؤدي إلى:
- زيادة الالتهابات
- الألم المزمن
- الاكتئاب
- اضطرابات عصبية مثل الزهايمر وباركنسون
من المفترض أن تنخفض مستويات الكورتيزول تدريجيًا خلال اليوم، أما إذا بقيت مرتفعة حتى المساء، فإنها تتداخل مع إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن النوم السليم. ومع الوقت قد يصاب الفرد باضطرابات مثل:
- الأرق
- القلق
- الاكتئاب
بهذه الطريقة، ينشأ نمط غير صحي، التوتر يؤدي إلى قلة النوم، وقلة النوم تزيد التوتر، ما يجعل التخلص من المشكلة أصعب.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس النومي، ومتلازمة تململ الساقين، والأرق، والنوم القهري، والنعاس خلال النهار، والكوابيس، أكثر انتشارًا لدى من يعانون من مشكلات نفسية.
كما يواجه الأشخاص المتباينون عصبيًا، خصوصًا ذوي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، صعوبات أكبر في النوم نتيجة انخفاض الميلاتونين ليلًا أو الحساسية الحسية أو النشاط العصبي الزائد.
هل تعني السلوكيات الليلية أنك متوتر؟
بعض السلوكيات مثل صرير الأسنان أو تغطية الأذنين أثناء النوم قد تكون مؤشرات على نشاط عصبي زائد في تلك اللحظة، لكنها ليست دليلًا مباشرًا على مستويات التوتر خلال النهار.
بالمقابل، هناك اضطرابات نوم ترتبط فعلًا بالتوتر، مثل المشي أثناء النوم، والكوابيس الليلية، وبعض اضطرابات الحركة.
كيفية تقليل التوتر قبل النوم
عندما يؤثر التوتر في قدرة الجسم على النوم، يمكن لاتّباع روتين ثابت قبل النوم أن يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وإرسال إشارة للجسم بالاسترخاء.
من الوسائل الفعّالة:
- إبقاء العمل والأنشطة النهارية خارج غرفة النوم
- تجنب أي محفزات أو مصادر للقلق خلال الساعات الثلاث التي تسبق النوم
- ممارسة الاسترخاء العضلي التدريجي قبل النوم
يساعد تطبيق هذه العادات على خلق بيئة نوم مريحة تمنح الجسم القدرة على التعافي واستعادة التوازن.