معرض بأيام قرطاج السينمائية يستعرض أكثر من قرن من تاريخ السينما الأرمينية
شهد المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي افتتاح معرضين فنيين مميزين ضمن فعاليات أيام قرطاج السينمائية وذلك بإشراف الناقد والسيناريست طارق بن شعبان مدير المهرجان وبحضور نخبة من ضيوف الدورة وصنّاع السينما من تونس وخارجها.
المعرض الأول جاء تحت عنوان "طبعاً أرمينيا" ويقدم قراءة بصرية لتاريخ السينما الأرمينية الممتد لأكثر من قرن، من خلال مجموعة نادرة من معلقات الأفلام التي تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي وحتى اليوم.
المعرض يوثق تطور لغة سينمائية خاصة تعكس قضايا الهوية والمنفى والذاكرة الثقافية ويُبرز خصوصية التجربة الأرمينية بأسلوب فني معاصر.
ويأخذ المعرض زواره في رحلة فنية من تصميم الفنان البصري أمان الله عكجة حيث تمتزج المعلقات المرممة بعناية مع عروض فيديو لأهم الأفلام الأرمينية الخالدة.
ويأتي هذا الحدث ضمن قسم "|سينما تحت المجهر" الذي يتضمن أيضًا عروضاً سينمائية خاصة إلى جانب ماستر كلاس تقدمه المخرجة تمارا ستيبانيان حول سينما الهوية في أرمينيا.
أما المعرض الثاني فخُصص للاحتفاء بمسيرة المخرج المالي الكبير سليمان سيسيه وحمل عنوان "اركيولوجيا (اللا) مرئي"حيث يقدم تجربة فنية غامرة تستكشف مفهوم الضوء في سينما سيسيه بوصفه عنصراً فلسفياً وروحياً يتجاوز كونه أداة تقنية.
المعرض مستوحى من فيلم Yeelen دون إعادة سرد أحداثه بل عبر تفكيك رمزي لعوالمه البصرية والوجودية.
وشهد الافتتاح حضور المخرجة الأرمينية إينا مخيتاريان إلى جانب المخرجة فاتو سيسيه ابنة المخرج المحتفى به وعدد من الشخصيات السينمائية البارزة من بينهم المخرجة عزة الحسيني مدير مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان.
وعبرت فاتو سيسيه عن امتنانها لهذا التكريم معتبرة أن المعرض نجح في تجسيد الرؤية الصوفية والفلسفية لوالدها تجاه الفضاء والضوء.
وعلى هامش الافتتاح تم عرض فيلمها التسجيلي "تحية ابنة لوالدها" الذي تستعيد من خلاله محطات إنسانية وفنية من حياة سليمان سيسيه منذ طفولته وحتى مسيرته السينمائية وعلاقته بالعائلة والأصدقاء.
واختتم الحدث بشهادات لعدد من السينمائيين الماليين المشاركين في المهرجان الذين سلطوا الضوء على الأبعاد الروحية والفكرية في أعمال سيسيه مؤكدين مكانته كأحد أبرز الأصوات السينمائية في أفريقيا والعالم.







