الإمارات تخطف الأضواء في سباق الذكاء الاصطناعي بصفقة رقائق تقنية ضخمة مع أمريكا

في تطور لافت يعزز مكانة الإمارات كلاعب رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي كشف مصدران مطلعان عن اتفاق مبدئي بين الولايات المتحدة والإمارات يتيح للأخيرة استيراد 500 ألف وحدة سنويًا من رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدم من شركة "إنفيديا" بدءًا من عام 2025 هذا الاتفاق الذي يمتد حتى عام 2027 على الأقل يعكس طموح الإمارات لتعزيز قدراتها التكنولوجية وبناء مراكز بيانات متقدمة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.
وفقًا للمصدرين الذين تحدثا فإن الاتفاق ينص على تخصيص 20% من هذه الرقائق لشركة التكنولوجيا الإماراتية "جي42" وهي واحدة من أبرز الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في المنطقة أما البقية فسيتم تقسيمها بين شركات أمريكية كبرى مثل "مايكروسوفت" و"أوراكل" التي قد تسعى أيضًا إلى إنشاء مراكز بيانات داخل الدولة.
هذا التعاون لا يزال قيد التفاوض وقد تتغير بعض بنوده قبل إبرامه النهائي ومع ذلك يشير الاتفاق إلى تحول كبير في سياسات تصدير التكنولوجيا الأمريكية حيث كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد فرضت قيود صارمة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي لمنع وصولها إلى الصين التي قد تستغلها لأغراض عسكرية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يقوم حاليًا بجولة في منطقة الخليج أعلن خلال زيارته التزامات ضخمة بقيمة 600 مليار دولار من السعودية تشمل صفقات لشراء كميات كبيرة من الرقائق المتطورة من شركات مثل "إنفيديا" و"أدفانسد مايكرو ديفايسز" و"كوالكوم" ويبدو أن ترامب يسعى إلى تعزيز العلاقات مع دول الخليج خاصة الإمارات من خلال تسهيل وصولها إلى التكنولوجيا المتقدمة.
وفي خطوة لافتة أعلنت إدارة ترامب الأسبوع الماضي عن خطط لإلغاء القواعد التي وضعتها إدارة بايدن بشأن تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي وبموجب الاتفاق الجديد ستتمكن الإمارات من الحصول على رقائق ذات قوة حوسبة تصل إلى ثلاثة أو أربعة أمثال ما كان متاح لها سابقًا مما يمنحها ميزة تنافسية كبيرة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
في الوقت الحالي تتركز الغالبية العظمى من قوة حوسبة الذكاء الاصطناعي في العالم بين الولايات المتحدة والصين ومع ذلك إذا تم تنفيذ جميع الصفقات المقترحة لدول الخليج وخاصة الإمارات فمن المتوقع أن تصبح المنطقة مركز القوة الثالث في المنافسة العالمية على الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من الإيجابيات الكبيرة لهذا الاتفاق إلا أنه لم يخل من المعارضة داخل الحكومة الأمريكية واجهت الصفقة معارضة متزايدة خلال الأيام الأخيرة حيث أعرب بعض المسؤولين عن قلقهم بشأن إمكانية استخدام هذه الرقائق بطريقة قد تؤثر على الأمن القومي الأمريكي ومع ذلك يبدو أن الإدارة الحالية ترى في هذا الاتفاق فرصة لتعزيز التعاون مع الحلفاء الاستراتيجيين في المنطقة.
إذا تم تنفيذ هذا الاتفاق كما هو مخطط له فإن الإمارات ستكون في موقع يمكنها من لعب دور محوري في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي وليس من المستبعد أن تصبح المنطقة مركز جذاب للشركات العالمية التي تسعى إلى توسيع نطاق عملياتها في مجال التكنولوجيا المتقدمة.