أشهر توم وجيري في عالم الغناء .. تعرف على التاريخ الناري بين مادونا وشير

حالة من الصراع المستمر والانتقادات المتبادلة بشكل لاذع وغير متوقع تجمع اكبر نجمتين في الغناء في اميركا، هذه الحالة التي يعود تاريخها إلى اكثر من ٣٠ عام، لم يكتب لها النهاية بعد، خاصة مع استمرار المطربة شير على وجه التحديد في إطلاق صواريخها كل حين والآخر على قرينتها الجريئة مادونا.
احدث تصريح كان في مقابلة مع صحيفة لوس أنجلوس تايمز ، حيث شاركت شير البالغة من العمر ٧٩ عامًا أفكارها حول استخدام مادونا لمقطع مقابلة سابقة لشير وهي تصف مغنية "مادونا" بأنها "شريرة" في جولتها الاحتفالية الجديدة - ومدعية أنهم "دفنوا هذا الأحقاد" منذ وقت طويل.
فمادونا التي لا تحب التلاسن، كانت تتابع تصريحات زميلتها عنها من فترة، وقررت الرد بطريقة مبتكرة، وذلك من خلال
أحدث عرض راقص لها على المسرح، حيث عُرض للجمهور فيديو لشير وهي تتحدث عن مادونا، و تقول للمراسل ستيف كميتكو في لقاء عام ١٩٩١ : "هناك شيء ما فيها لا يعجبني. إنها شريرة. لا يعجبني هذا".
شير علقت لاحقا للصحيفة: "لقد قلتُ ما هو أسوأ من ذلك بكثير". ولكن حينما طُلب منها شرح "خلافها" مع مادونا، البالغة من العمر 65 عامًا، قالت: "ليس خلافًا. أنا في الواقع معجبة بها. لكن هيا بنا".
وأوضحت شير أن مادونا "قد تكون قاسية معها " ، لكنها أشارت إلى أن خلافاتهما قد ولت. واضافت : لقد دفنّا تلك العداوة منذ زمن طويل لأنني وصفتها بكلمات أسوأ بكثير، وقد سامحتني.
كما أثنت شير على مادونا بصدق. وقالت : لا مثيل لها، فهي من كانت تُصغي لكل شيء بدقة وفهم قبل أي شخص آخر، أعني، كانت تعلم ما سيحدث، وكانت على حق. لطالما شعرت أن هذه أعظم موهبتها - أنها كانت قادرة على معرفة الصيحات قبل أيٍّ منا وتوقع كيف سيتغير ذوق الجمهور.

تاريخ من التصريحات
على مدار العقود القليلة الماضية، لم تتحدث شير أبدا بخير عن ملكة البوب.
الدراما بدأت عام ١٩٩١، عندما سأل المُحاور ستيف كميتكو شير عن رأيها في مادونا. عندما ادعى كميتكو أن مادونا مُبتكرة ومُخالفة للقواعد، تمامًا مثل شير، أجابت شير: "هناك الكثير من الأشياء التي أُقدّرها في مادونا، أعتقد أنها تُجيد إدارة العمل بشكل لم أرَ مثله من قبل. وهناك شيءٌ ما فيها لا يُعجبني. إنها لئيمة. لا يُعجبني ذلك."
واصلت شير وصف زيارة مادونا وزوجها آنذاك، شون بن ، لها في منزلها. و قالت: "كانت وقحةً للغاية مع الجميع... تتصرف كطفلة مدللة طوال الوقت".
في وقت لاحق من العام، حاول ستيف ووغان، مُحاور بي بي سي، إثارة غضب شير بذكر اسم مادونا، وهي مهمة نجح فيها فورًا. بعد أن اعترفت شير بأن سؤالها السابق كان مجرد ذريعة لجر مادونا إلى النقاش بينهما، قالت مازحةً: "ماذا لو جررتها من شعرها بالفعل في الحقيقة!".
وبينما وصفت خلافهما بأنه "مُبالغ فيه"، لم تُساهم ايضاً في تهدئة الأمور. وفي مُلخصها لمقابلتها السابقة عن مادونا، وصفت شير مادونا بأنها "مُبدعة بشكل لا يُصدق، فهي ليست موهوبة بشكل لا يُصدق، وليست جميلة، لكنها وقحة".
وفي عام 2012، نشرت شير على حسابها على X (تويتر سابقًا)، "ما هو mdna؟"، في إشارة على الأرجح إلى ألبوم مادونا MDNA لعام 2012 .
وعندما سألها أحد المعجبين: "هل ما زلتِ تكرهين مادونا؟" خلال جلسة أسئلة وأجوبة على ريديت عام ٢٠١٣، أجابت شير: "لم أكرهها قط، كنتُ أعتقد أنها مجرد وقحة. في الواقع، أنا أحترمها بشدة، في الواقع، أعتقد أن مادونا قد تكون من أروع الفنانات اللواتي عرفتهن. لا يعجبني كل ما تقدمه، بالتأكيد، لكنها دائمًا ما تكون في صدارة المشهد. لطالما كانت تسبق الجميع في رصد الصيحات، ولديها فيديوهات رائعة. لذا، بالإضافة إلى قول "ماذا لو كان MDNA"، فأنا موافقة على ذلك".
ولكن في العام نفسه، أثنت شير على ليدي جاجا لصحيفة يو إس إيه توداي مُشيدةً بمادونا. وقالت: "جاجا تُبدع، كما تُبدع مادونا، شيءٌ يُثير التساؤل: ما هذا؟ الأمر لا يقتصر على الملابس الغريبة. مادونا كانت على دراية تامة بالأمور، وكانت على دراية تامة بما سيحدث قبل أي شخص آخر".
وخلال ظهورها عام ٢٠١٨ في برنامج إلين ديجينيريس ، طُلب منها تسمية ثلاثة مغنين ترغب في غناء دويتو معهم، فقالت: "أوه، أديل ، بينك ، و... همم، ليس مادونا".
لسان لاذع
بالنظر إلى تاريخ شير عموما في التصريحات، نجد أنها شخص لا يحب الصمت او يفوت فرصة للتعبير عن رأيه في اي مناسبة، ففي بداية مسيرتها الفنية، اشتهرت المغنية والممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار بنكاتها السريعة في برنامج "سوني آند شير شو " بقدر شهرتها بأغانيها الناجحة مثل "أمسكتُ بك يا حبيبتي".
واشتهرت افيهاتها وتعليقاتها لدرجة انك اليوم يمكنك شراء أكواب قهوة مطبوعة عليها كلماتها الحكيمة اللاذعة.
لذا، ليس من المستغرب أن تدخل نجمة فيلم "مونستراك" في خلاف مع نجمة بوب أخرى. لكن ما يثير الدهشة بعض الشيء في خلاف شير مع مادونا هو أنه، في معظمه، يبدو أنه خلاف مع طرف واحد فقط.
ولعلّ أكثر ما يُثير الاهتمام في هذا الخلاف هو أن مادونا، التي لا يُعرف عنها خجلها، لم تُخاطب شير أبدا مباشرةً. ولم تُخاطبها بشكلٍ غير مباشر أيضًا، وذلك حتى جولتها "احتفال" عام ٢٠٢٣، حيث أدرجت مقطعًا لشير تصفها فيه بـ"اللئيمة " في مونتاج فيديو عن إرثها الموسيقي.