ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

بمناسبة العام الهجري الجديد.. أفلام جسدت رحلة رسول الله على الشاشة

فيلم الرسالة
فيلم الرسالة

مع حلول العام الهجري الجديد، يعود الحديث مجددًا إلى واحدة من أعظم المحطات في التاريخ الإسلامي، وهي هجرة النبي محمد ﷺ من مكة إلى المدينة المنورة. 

هذه الرحلة التي شكّلت نقطة تحوّل كبرى في مسار الدعوة الإسلامية، ألهمت العديد من صنّاع السينما لتجسيدها على الشاشة، بأساليب فنية راوحت بين الالتزام بالتوثيق الدقيق والطرح الدرامي المؤثر.

ويبقى الفيلم الأشهر والأكثر تأثيرًا في سرد وقائع الهجرة النبوية هو الفيلم العالمي «الرسالة» (The Message)، الذي أخرجه مصطفى العقاد عام 1976، وجرى إنتاجه بنسختين: عربية بطولة عبد الله غيث، وإنجليزية بطولة أنطوني كوين.

رغم عدم تجسيد شخصية الرسول ﷺ بشكل مباشر، إلا أن الفيلم قدّم سردًا بصريًا قويًا لمرحلة الهجرة، من خلال شخصية حمزة بن عبد المطلب والصحابة، حيث عُرضت معاناة المسلمين في مكة، والتخطيط السري للهجرة، ثم مشهد الوصول المؤثر إلى يثرب واستقبال الأنصار.

الفيلم حقق صدى عالميًا، ولا يزال يُعرض سنويًا في مناسبات دينية، نظرًا لأسلوبه الدرامي المتقن واحترامه للسرد الديني.

وأيضا فيلم «فجر الإسلام» (1971) من إخراج صلاح أبو سيف وبطولة محمود مرسي وعبد الرحمن علي، يُعد من أوائل الأفلام التي تناولت المرحلة التأسيسية للإسلام.

 رغم أن التركيز لم يكن على الهجرة نفسها، إلا أن الفيلم يقدّم خلفية مهمة عن الواقع الاجتماعي والديني في شبه الجزيرة العربية قبيل الهجرة، ويمهد لفهم أسبابها التاريخية.

وفي العقود الأخيرة، ظهرت عدة أعمال درامية وتلفزيونية عربية حاولت التطرق إلى حادثة الهجرة، أبرزها:مسلسل “الرسول الإنسان” (1993) بطولة حسن يوسف، الذي عرض سيرة الرسول الكريم بأسلوب سردي روائي، مع التركيز على محطات إنسانية من حياته، ومنها الهجرة.

ومسلسل “عمر” (2012) من إنتاج MBC، والذي تناول سيرة الخليفة عمر بن الخطاب، ومرّ بمحطات أساسية في حياة النبي وصحابته، بما في ذلك الهجرة ومواقفها الفاصلة.

ورغم الجودة الإنتاجية، إلا أن التحديات الدينية والرقابية حالت دون تقديم مشاهد تجسّد النبي ﷺ أو تسرد تفاصيل الهجرة بشكل مباشر.

ومع تطور التكنولوجيا وانتشار المنصات الرقمية، بدأت تظهر أفلام وثائقية ورسوم متحركة تستهدف الأطفال والعائلات المسلمة، تتناول الهجرة النبوية بأسلوب تربوي وتعليمي، ومنها:

فيلم “الهجرة” (The Hijrah) من إنتاج مؤسسات تعليمية إسلامية، وهو فيلم كرتوني بسيط يعرض القصة للأطفال.

وكذلك عدة حلقات ضمن سلاسل مثل “قصص الأنبياء” أو “رجال حول الرسول” التي تتناول الهجرة كجزء من سياق السيرة النبوية.

ولكن تجسيد هجرة الرسول ﷺ على الشاشة يظل دائمًا محفوفًا بالتحديات الشرعية والفنية. إذ تمنع معظم الهيئات الإسلامية تجسيد الأنبياء، ما يدفع المخرجين إلى استخدام تقنيات السرد غير المباشر، أو الاعتماد على شخصيات محيطة تنقل الحدث وتفاعلاته.

مع ذلك، تظل الهجرة النبوية مصدر إلهام عميق للسينما الإسلامية، ومحطة غنية بالقيم الدرامية والروحية التي تستحق أن تُروى بطرق مبتكرة ومحترمة.

وفي الختام، ومع بداية عام هجري جديد، تُعيدنا هذه الأعمال السينمائية والدرامية إلى عظمة الرحلة التي غيّرت مجرى التاريخ، وتدعونا للتأمل في دروسها التي لا تزال حاضرة: الصبر، الإيمان، والتخطيط… وكلها عناصر تجتمع في لحظة واحدة: لحظة الهجرة.

 

تم نسخ الرابط