ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

خاص.. كوثر بن هنية بعد اختيار فيلمها لفينيسيا: العالمية تبدأ من تونس والسينما تحارب عدوى النسيان

كوثر
كوثر

 


شقت المخرجة التونسية كوثر بن هنية طريقها نحو العالمية خطوة بخطوة منذ إطلاق أول أفلامها في 2013، ورغم أن في مسيرتها سبعة أفلام، منها واحد فقط قصير، إلا أنها  حققت الكثير في وقت قصير وأصبح اسمها مألوفا في أهم وأكبر الفعاليات السينمائية حول العالم.


هذا العام تشارك بن هنية في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بأحدث أفلامها "صوت هند رجب" لتضع من جديد السينما العربية، ومن قبلها التونسية، على خارطة السينما العالمية، وتطل بموضوع جريء لا يختلف عن شخصيتها الجريئة الرافضة للخضوع للقواعد الروتينية أو الانسياق وراء الأجندات التي تحاول السيطرة على صناعة الفن وتفويضه لخدمة السياسة. 


كوثر كشفت لنا في تصريح خاص عن مشاركتها هذا العام في فينيسيا وقالت : “فخورة بتمثيل صناع السينما العرب وسينما بلادي في محفل دولي مهم مثل مهرجان فينيسيا، وأشكر المهرجان على اختياره للفيلم وتقديره له بعرضه ضمن مسابقته الرسمية، وأشعر بكثير من الحماس لأنه لازال بإمكاني أن أصنع أفلاما توثق الواقع المهم وتحارب عدوى النسيان، وفي رأيي أن التوثيق هو أهم وأغلى أسلحة السينما”.

وعن معاييرها الحالية في اختيار موضوعات أفلامها، قالت : "أبحث عن القصة التي تحركني وتؤثر في بشكل شخصي قبل كل شيء، فلابد للموضوع أن يؤثر في بشكل كبير لكي أتمكن من تحويله إلى فيلم ومشاركة مشاعري وأفكاري مع الجمهور بالتوالي، وفيلم "صوت هند رجب" فكرته جاءت من موقف تلقائي لم أخطط له، حيث كنت أسافر إلى لوس أنجلوس، وبالصدفة استمعتُ إلى تسجيلًا صوتيًا لهند رجب وهي تتوسل للمساعدة، حينها، كان صوتها قد انتشر عبر الإنترنت، شعرتُ على الفور بمزيج من العجز والحزن الشديد وكأن الأرض تهتز تحتي، لم أستطع الاستمرار كما خططتُ لرحلتي، وشعرت بضرورة أن تكن هذه القصة هي قصة فيلمي القادم، وأن أقدم هذا الصوت المختنق المهزوم إلى العالم وأنير على قصتها لكي يعرف الناس حقيقة الأمر، وأنا هنا أروي قصة إنسان قبل أن أحكي عن شعبا أو قضية فالإنسان هو من يحرك العالم، ولابد للعالم أن يتحرك تضامنا معه، ويشعر بحزنه وألمه حتى يستيقظ".

وعن ما تغير في خلطة أفلامها مع الوقت، منذ أصبحت أفلامها منتجا تتسابق على عرضه المهرجانات، تقول بن هنية : “لا أصنع أفلامي بمعايير المهرجانات، ولا يهمني وأنا أصنعها أن تعكس رؤية أي مهرجان، فحينما ترشح واحد من أفلامي من سنوات لجوائز الأوسكار، قالوا لي وقتها آن الأوان تدخلي السينما الأمريكية وتستفيدي من وضعك الحالي بإنتاج أفلام في هوليود، ولكني قدمت بعدها فيلم عن تونس، وكان أيضاً وثائقي، فصدمت من يتابعونني، لأنهم لم يتخيلوا أني سأكسر القواعد مجددا وأخرج عن المألوف، وفكرة العالمية عموما هي فكرة يعاد تعريفها بحسب المكان والزمان والظروف وبحسب المشروعات نفسها التي نقدمها، وفي رأيي فإن صناعة أفلام صادقة ودقيقة عن بيئتنا وعالمنا وبلادنا هي ما تفتح لنا الأبواب نحو العالم، فالسينما هي اللغة التي يفهمها العالم كله، ولو كانت أفلامنا التونسية تقابل بترحاب وتقدير في الخارج، إذن فالعالمية تبدأ من تونس نفسه".

جدير بالذكر أن فيلم "صوت هند رجب" يروي قصة حقيقية لطفلة فلسطينية، هند رجب، قُتلت برصاص القوات الإسرائيلية في غزة العام الماضي مع ستة من أفراد عائلتها، وكانت رجب وعائلتها يفرون من مدينة غزة عندما قُصفت سيارتهم، ما أسفر عن مقتل عمها وعمتها وثلاثة من أبناء عمومتها، ثم نجت رجب وابن عم آخر لها، واتصلا بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني طلبًا للمساعدة، ولكن عُثر لاحقًا على السيارة وعلى جثث كل من رجب والمسعفين، وأثار مقتل رجب احتجاجات عالمية، أبرزها في جامعة كولومبيا، حيث أعاد الطلاب تسمية قاعة هاميلتون إلى قاعة هند، كما أصدر مغني الراب الأمريكي ماكليمور أغنية احتجاجية بعنوان "قاعة هند".

تم نسخ الرابط