قبل أيام من انطلاقه .. تعرف على الميزانية الضخمة لمهرجان فينيسيا السينمائي

مع قرب موعد انطلاق الدورة الجديدة من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، تتجه أنظار صناع السينما ومحبيها إلى مدينة البندقية الإيطالية لتراقب عملية صعود ونمو مستمر للمهرجان الذي كان يأتي في عالم الفعاليات السينمائية في الترتيب الثاني بعد كان الفرنسي، ولكنه في آخر ثلاثة أعوام تفوق عليه.
ينال الفضل في هذا التفوق المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا، الذي أثبت على مدار الاثنتي عشرة سنة الماضية، أنه أكثر من مجرد مدير أفلام بارع؛ فإدارته الإبداعية للمهرجان قد تُعتبر دراسة حالة لكيفية تطوير وتنمية أعمال المهرجانات.
ولا شك أن عمله قد سهّله الدعم القوي من رئيسين سابقين، باراتا وروبرتو سيكوتو، فقد ساهم الرجلان في توجيه عملية إعادة إحياء المهرجان الطموحة.
وعمل باربيرا مع مؤسسة بينالي لتحديث بنيته التحتية، وروج بلا هوادة لسوق أعمال أكثر نشاطًا، وقدّم على مر السنين تدفقًا مستمرًا من الأفلام عالية الجودة.
في هذه الأيام، يتفاخر باربيرا بتفوق مهرجان البندقية على مهرجان كان من حيث عدد الأفلام المرشحة والفائزة بجوائز الأوسكار التي عُرضت، وهو محق في ذلك، ففي السنوات الثلاث الماضية، بين عامي 2022 و2024، حصدت الأفلام التي عُرضت في كان 56 ترشيحًا لجوائز الأوسكار، بينما حصد مهرجان البندقية 77 ترشيحًا.
وفازت الأفلام التي عُرضت لأول مرة في كان بخمس جوائز أوسكار، بينما فازت الأفلام التي عُرضت لأول مرة في البندقية بـ 14 جائزة.
لكن السؤال الأهم هو. : هل تُحقق البندقية أرباحًا؟ هل يُحقق المهرجان أرباحًا، أم أنه فقط يُحافظ على استقراره؟
بيان سابق لمديره كشف أن المهرجان يُحقق إيرادات سنوية قدرها 2.2 مليون يورو، ولكن بفضل المنح الحكومية ودعم مؤسسة البينالي، يحصل على دعم مالي كبير أيضا، خاصة أن وزارة الثقافة تمنحه حوالي 13.7 مليون يورو، يخلاف رعايات بقيمة تقارب 5 مليون يورو، وأكثر من مليوني يورو من تمويل مؤسسة البينالي، التي تُموّلها الحكومة بشكل رئيسي.
من الجدير بالذكر أن هناك الكثير من المهرجانات التي لا تحقق أرباحًا، المنح الحكومية أساسية في كان وبرلين وكذلك في البندقية، وتعمل معظم المهرجانات على نموذج غير ربحي وتعتمد على الرعاية والتبرعات ومنح القطاعين العام والخاص كشكل رئيسي للدخل.
وعادةً ما تبلغ مبيعات التذاكر نسبة صغيرة فقط من إيرادات المهرجان.
ويقدم مهرجان فينيسيا السينمائي هذا العام مجموعة مهمة من المخرجين، وتنطلق الدورة الثانية والثمانون يوم الأربعاء القادم، وتضم أفلامًا من غييرمو ديل تورو، وكاثرين بيغلو، وبارك تشان ووك، ويورغوس لانثيموس، وصوفيا كوبولا، وجيم جارموش، وغاس فان سانت، ولوكا غواداجنينو، على سبيل المثال لا الحصر، حتى تشارلي كوفمان لديه فيلم قصير بعنوان "كيف تقتل شبحًا" (How to Shoot a Ghost).