ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

الليبيديما… اضطراب دهني يختبئ خلف السمنة ويؤثر على حياة النساء

الليبيدميا
الليبيدميا

الليبيديما (Lipedema) هو اضطراب مزمن في توزيع الدهون يتصف بتراكم غير طبيعي ومتماثل للدهون تحت الجلد في الساقين وأحيانًا الذراعين، يصاحبه ألم وحساسية سهلة التكوّن وكدمات متكرّرة. 

غالبًا ما يُخطئ المرض على أنه سمنة موضعية، لكن الفرق الأساسي أنه لا يستجيب بسهولة للحمية أو التمارين كما يحدث مع الدهون العادية. 

ما الذي يحدُث؟ 

تتراكم الدهون في طبقات تحت الجلد بطريقة مميزة؛ فالانتفاخ يتسم بالتساوي (الجانبان متشابهان) ويبدأ عادةً في مرحلة تغيّرات هرمونية مثل البلوغ، الحمل أو انقطاع الطمث.

 المصابات يشعرن بثِقَل أو ألم في الأطراف، وقد يزداد التعب والصعوبة في الحركة مع تقدّم الحالة، كما أن الجلد المصاب يَكشف عن قابلية أكبر للكدمات مقارنةً بالمناطق الطبيعية. 

لماذا يحدث؟ 

السبل المسببة الدقيقة لا تزال غير مفهومة تمامًا؛ الأبحاث تشير إلى عامل وراثي وارتباطات هرمونية والتهابات موضعية في الأنسجة الدهنية واللمفاوية، ما جعل الباحثين يطالبون بالمزيد من الدراسات لفهم الآليات الحقيقية ووتيرة الانتشار، الأبحاث الحديثة تتابع تطورات هامة في فهم المرض وانتشاره. 

التشخيص والتمييز عن حالات أخرى 

التشخيص سريري غالبًا عبر التاريخ المرضي والفحص، ويجب التفريق بين الليبيديما والسمنة العامة أو الوذمة اللمفاوية (lymphedema). 

من خصائص الليبيديما: توزيع دهني متماثل مع «حفظ» الكاحل (القدم عادة أقل تأثرًا)، وألم عند اللمس، وكذلك عدم استجابة التراكم الدهني للحمية التقليدية، التشخيص المبكر ضروري لتجنّب تفاقم الأعراض والمضاعفات. 

العلاج وإدارة المرض 

لا يوجد علاج شافٍ حتى الآن، لكن هناك استراتيجيات لتخفيف الأعراض وإبطاء التقدّم: العلاج المحافظ يشمل العلاج الضاغط (الجوارب الضاغطة)، التصريف اللمفاوي اليدوي، التمارين المناسبة، والعناية بالجلد. 

هذه الأساليب تحسّن الألم وتقلل من الانتفاخ وتحافظ على الحركة، في الحالات المتقدمة أو عندما يفشل العلاج المحافظ، تُستخدم عمليات شفط الدهون المتخصصة (tumescent/Water-assisted/Power-assisted liposuction) لإزالة النسيج الدهني المرضي، وقد أظهرت دراسات أنها تُحسّن الألم والجودة الحياتية، رغم حاجة المرضى لتقييم المخاطر والتكلفة والحصول على جراحٍ ذو خبرة في هذا النوع من الإجراءات. 

الاثر النفسي والاجتماعي 

إلى جانب الألم البدني، يواجه كثير من المصابات ضغوطًا نفسية بسبب تغيّر ملامح الجسم، وصعوبات في الحركة، وإحباط نتيجة صعوبة فقدان الوزن في هذه المناطق. 

مسوحات وطنية أظهرت نسبًا مرتفعة من التأثير على جودة الحياة والحاجة إلى دعم معلوماتي وطبي أفضل. 

وفي النهاية الليبيديما ليست مجرد مسألة تجميلية بل حالة طبية يمكن أن تحد من نوعية الحياة. 

التوعية والتشخيص المبكر هما الخطوة الأولى لتلقي إدارة مناسبة من إجراءات محافظة بسيطة إلى تدخلات جراحية متخصّصة عندما يلزم الأمر وكذلك لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمصابات.

 البحث المستمر وتحسين الإرشادات السريرية سيبقيان مفتاحًا لتقديم رعاية أفضل لآلاف النساء اللواتي يعانين بصمت.

تم نسخ الرابط