تمرازة تحتفي بالمرأة والحِرف المصرية في حدث استثنائي بالسفارة المصرية بباريس الان

في مساءٍ حمل عنوان «حيث يلتقي باريس بالنيل»، احتضنت السفارة المصرية في فرنسا فعالية ثقافية وفنية احتفائية نظمتها مبادرة تمرازة يوم 28 سبتمبر في باريس. جاء الحدث تحت شعار «للنساء، من النساء، إلى النساء» وبالتعاون مع مشروع «Avec Hatshepsut»، ليشكّل منصة لعرض الحِرف اليدوية المصرية المعاصرة والتقليدية، وللاحتفاء بدور المرأة كصانعة ومبتكرة ومؤثرة في المشهد الثقافي والاقتصادي.
افتتحت تمرازة فعالياتها بكلمة ترحيبية أعربت فيها عن الشكر العميق للسفارة المصرية على دعمها المتواصل للحِرفية المحلية، وما يعكسه ذلك من التزام دبلوماسي وثقافي بتعزيز روابط الثقافة المصرية بالخارج. يأتي هذا الدعم في وقت باتت فيه المبادرات التي تدمج الحِرف التقليدية مع روح العصر تواجه تحديات وفرصًا متزامنة؛ فوجود منصة في عاصمة الموضة والثقافة مثل باريس يمنح الحِرفية المصرية رؤية دولية ومجالًا للتبادل الفني والاقتصادي.
تنوعت عروض وتمثيلات المجموعات المشاركة، حيث قدّمت الحِرفيات قطعًا تُظهر براعة الخياطة اليدوية، التطريز، الأعمال الجلدية، وصياغة الإكسسوارات التقليدية بلمسات معاصرة — قطع تُحكى من خلالها قصص أماكن وصُنّاع، وتحمل هوية مصرية واضحة. كما رافقت المعرض ندوات قصيرة ولقاءات تعريفية تناولت موضوعات التمكين الاقتصادي للنساء، سبل ترويج الحِرف التقليدية في الأسواق العالمية، وأهمية المحافظة على المهارات الحرفية كجزء من التراث الحي.
كما كان لعنصر التعاون النسائي حضور بارز؛ فالفكرة المركزية «من النساء، للنساء» لم تكن شعارات ضوئية فقط، بل ترجمت إلى مبادرات تدريبية وتبادل خبرات بين الحِرفيات، وورش عمل صغيرة هدفت إلى بناء مهارات تسويقية وتصميمية تساعدهن على تحويل الحِرفة إلى دخل مستدام. وتجدر الإشارة إلى أن تسمية «Avec Hatshepsut» استحضرت رمزية المرأة المصرية القوية عبر التاريخ، ما أعطى الحدث طابعًا يحمل امتدادًا تاريخيًا معاصرًا.
هذا اللقاء في باريس لم يكن مجرد عرضٍ للمنتجات فحسب، بل كانت مناسبة لبناء جسور ثقافية — عرض صورة معاصرة لمصر كمصدرٍ للإبداع والحرف المتجددة، وكمنصة لتمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا. ومع الدعم الذي قدمته السفارة، اكتسب الحدث زخماً دبلوماسياً سمح بفتح قنوات اتصال مع عاملين في مجال الثقافة والمجتمع المدني وأسواق التسويق الدولية.
وختاماً تُظهر مبادرة تمرازة كيف يمكن للفن والحِرفة أن يتحولا إلى أدوات تمكين وإعطاء صوت للنساء. إن استضافة مثل هذه الفعاليات في فضاءات دبلوماسية كالسفارة المصرية بباريس ليست مجرد احتفاء ثقافي، بل استثمار في قدرات وحرفياتٍ تحمل تراكمًا معرفيًا وتراثيًا قادرًا على المنافسة والتميّز عالميًا. ومع مواصلة الدعم والتعاون بين مؤسسات الدولة والمبادرات الشعبية، يمكن لتمرازة أن تواصل رحلتها نحو خلق فرص اقتصادية حقيقية للنساء الحِرفيات ووضع الحِرف المصرية على خريطة المشهد الثقافي العالمي.


