ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

رهاب التليفون.. لماذا يخشى البعض الرد على المكالمات؟

رهاب التلفونات
رهاب التلفونات

يُعاني العديد من الأشخاص، وخاصة من أبناء جيل الألفية وجيل "Z"، من شعور القلق أو التوتر بمجرد سماع صوت رنين الهاتف. وبينما اعتادت الأجيال السابقة على استخدام المكالمات الهاتفية كوسيلة أساسية للتواصل، باتت هذه الوسيلة مصدر إزعاج لكثير من الشباب اليوم، في ظاهرة يطلق عليها الخبراء اسم "رهاب الهاتف".

ما هو رهاب التليفون؟

تشرح خبيرة السلوك أنوجا لونيا أن رهاب الهاتف لا يقتصر على تجنب المكالمات فقط، بل يتجلى في شعور نفسي غير مريح يظهر بمجرد رنين الهاتف. يتفاوت هذا الشعور ما بين القلق الخفيف إلى الذعر أو الارتباك أو الانزعاج الشديد، وفق ما جاء في "timesofindia". 

وتقول، شهدنا تزايدًا ملحوظًا في حالات القلق المرتبطة بالمكالمات، لا سيما بين الشباب، يشعر الكثيرون بأن المكالمات الهاتفية تقتحم مساحتهم العاطفية وتستهلك طاقتهم بشكل مفاجئ.

لماذا يُفضّل جيل اليوم الرسائل النصية؟

تشير إيشا بهاردواج، مدربة الصحة العاطفية والمعالجة النفسية، إلى أن هذه الظاهرة لا تعني العزوف عن التواصل، بل ترتبط بأسلوب جديد في التفاعل.

وتضيف، جيل اليوم ليس منطويًا، بل يعيش تحت وطأة التواصل المستمر والضغوط العاطفية، والرسائل النصية تمنحهم مساحة آمنة للرد في وقتهم الخاص، دون الشعور بالإلحاح أو التشتت العاطفي.

جذور المشكلة: تواصل مفرط لا يُحتمل

بحسب لونيا، فإن تفاقم القلق من المكالمات يُعد انعكاسًا للإجهاد العصبي المزمن الذي يتعرض له البعض.

وتقول: "عندما يكون الشخص مُرهقًا عاطفيًا، فإن أبسط المهام – مثل الرد على مكالمة – قد تُصبح عبئًا. كما أن كثرة التنبيهات والتوقعات بالرد الفوري تُبقي الدماغ في حالة تأهّب دائم."

من جانبه، يرى رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا ريجي مودييل، أن الوسائل الحديثة للتواصل باتت مفضّلة لدى الشباب نظرًا لقدرتها على توفير الراحة والتحكم. "الرسائل النصية تقلل من القلق الناتج عن التفاعل العفوي، وتسمح بإيصال الأفكار بطريقة أكثر تنظيمًا."

أثر رهاب التليفون على العلاقات

رغم أن المكالمات الهاتفية قد تبدو للبعض مجرد وسيلة اتصال، إلا أن تجاهلها قد يترك انطباعًا سلبيًا لدى الآخرين.

تُحذر إيشا بهاردواج من أن التهرب المستمر من المكالمات قد يؤدي إلى تراجع في مستوى الثقة والتواصل العاطفي، ويُفسر أحيانًا كعلامة على اللامبالاة أو الانفصال العاطفي.

وتقول: إذا تُرك هذا الرهاب دون مواجهة، فقد يُؤدي إلى انزواء اجتماعي أعمق، ويُضعف الذكاء العاطفي، وهو عنصر أساسي في بناء العلاقات الصحية."

كيف تتعامل مع رهاب الهاتف بوعي ومرونة؟

توصي بهاردواج بمجموعة من الاستراتيجيات النفسية للتعامل مع هذا النوع من القلق:

  • حدد حدودك بوضوح: أبلغ من حولك أنك تفضل الرسائل أو تحتاج إلى وقت للرد.
  • استخدم الرسائل الصوتية: وسيلة مرنة تتيح لك التعبير دون ضغط المحادثة المباشرة.
  • ابدأ تدريجيًا: اختر شخصًا مقربًا وابدأ بإجراء مكالمات قصيرة معه.
  • تنفس بعمق قبل الرد: تهدئة الجسد تُساعد على تهدئة الذهن.
  • خصص وقتًا لمتابعة المكالمات: 10 دقائق يوميًا يمكن أن تُحدث فرقًا في تعزيز العلاقات.
  • لا تتجاهل الآخرين تمامًا: حتى الرد المتأخر أو الاعتذار يترك أثرًا أفضل من الصمت التام.
  • عبّر عن نيتك: يمكنك أن تُخبر الآخرين بأنك تهتم، حتى لو لم ترد في اللحظة نفسها.
تم نسخ الرابط