في ذكرى رحيله الأولى.. "الولد الشقي" حسن يوسف الذي صنع البسمة والدراما
تحل اليوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفنان الكبير حسن يوسف ، أحد أبرز نجوم السينما المصرية في زمنها الذهبي، والذي رحل عن عمر ناهز التسعين عامًا، بعد مشوار فني امتد لأكثر من ستة عقود حافلة بالعطاء والنجاح.
البدايات.. من المسرح إلى الشاشة
وُلد حسن يوسف في حي السيدة زينب عام 1934 لأسرة متوسطة الحال، وبدأت موهبته الفنية منذ مقاعد الدراسة حين أشرف الفنان عبد البديع العربي على فريق المسرح المدرسي الذي كان ينتمي إليه.
اكتشفه لاحقًا الفنان حسين رياض وقدمه في مسرحية “زواج الحلاق”، ليكون ذلك بوابة دخوله إلى عالم الفن، وفي عام 1959، شارك في أول أعماله السينمائية “أنا حرة” مع شكري سرحان ولبنى عبد العزيز، ليبدأ بعدها رحلة صعود متواصلة جعلته أحد أبرز وجوه جيله.
نجم الستينيات وثنائيته مع سعاد حسني
سطع نجم حسن يوسف في ستينيات القرن الماضي حين اشتهر بأدوار "الولد الشقي"، وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا من خلال سلسلة أفلام ناجحة جمعته بسندريلا الشاشة سعاد حسني، التي كان يصفها بـ"توأمه الفني".
قدّم خلالها أعمالًا أيقونية مثل “الخطايا” مع عبد الحليم حافظ، و"زقاق المدق"، و"أم العروسة"، و"خان الخليلي"، و"التلميذة"، و"الحسناء والطلبة".
كما شكّل ثلاثيًا فنيًا ناجحًا مع يوسف فخر الدين و محمد عوض في عدد من الأفلام الكوميدية الخفيفة.
مخرج وصاحب رؤية
في منتصف السبعينيات، اتجه حسن يوسف إلى الإخراج، فقدم أعمالًا مميزة منها “الجبان والحب”، “ليلة لا تُنسى”، “القطط السمان”، و"عصفور له أنياب".
كما أخرج فيلم “2 على الطريق” (1984) الذي قامت ببطولته زوجته الفنانة شمس البارودي إلى جانب عادل إمام، وكان آخر أعمالها قبل اعتزالها التمثيل.
حضور قوي في الدراما التلفزيونية
مع بداية الثمانينيات، اتجه إلى الدراما، وشارك في أعمال بارزة مثل “ليالي الحلمية” و"زينب والعرش" و"الشراع المكسور"، وفي عام 2002 قدّم واحدًا من أنجح أدواره عندما جسّد شخصية الإمام محمد متولي الشعراوي في مسلسل “إمام الدعاة”، الذي أصبح علامة بارزة في مسيرته.
تكريمات ووداع حزين
نال الفنان الراحل وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وتم تكريمه في أكثر من مناسبة، آخرها عام 2023 في قصر السينما، لكن الحزن خيّم على حياته بعد وفاة ابنه الأصغر عبد الله غرقًا في الساحل الشمالي عام 2023، ما دفعه لإعلان اعتزاله التمثيل في يناير 2024، قبل أن يرحل بعد أشهر متأثرًا بما وصفه الأطباء بـ"متلازمة القلب المكسور".
رحل حسن يوسف تاركًا إرثًا فنيًا وإنسانيًا نادرًا، وذكرى باقية في وجدان عشاق السينما المصرية، فقد كان وجهًا للزمن الجميل، وصوتًا من أصوات البساطة والصدق الفني الذي لا يُنسى.