ويل سميث من معرض الشارقة للكتاب : سعادتي تتحقق بمعرفتي أن مواهبي تسهم في مساعدة الآخرين
اطل النجم الهوليوودي ويل سميث في جلسة قوبلت بإقبال جماهيري كبير في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين.
وتناول ويل سميث في الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي أنس بوخش، جوهر السرد وقوة المعنى خلف الحكايات، وعن العلاقة بين العالم المادي والقوة الروحية التي يستند إليها الإنسان في مواجهة التحديات، مستشهداً برواية "الخيميائي" التي وصفها بأنها نموذج بديع لشرح فكرة الاستفادة من القوة الروحية عند الوقوع تحت ضغط الظروف المادية.
وخلال الحوار، أشار سميث إلى أن روايتي "الخيميائي" و"حرب النجوم" تنتميان إلى نموذج سردي عالمي يُعرف بـ "رحلة البطل"، وهو النمط الذي وضع أسسه جوزيف كامبل ضمن ما سماه "الأسطورة الواحدة"، موضحاً أن هذا النموذج يتكرر في ثقافات العالم كافة باعتباره قصة التحول عبر الصعوبات، حتى دون وجود اتصال بين تلك الثقافات.
وتابع أن العمل الإبداعى يتأسس على فكرة جوهرية، فهناك الحكاية الظاهرة التي نتابع أحداثها، وهناك ما يريد الكاتب أو المبدع قوله في العمق ويمكن للمشاهد أن يميز بسهولة بين عمل جيد يلامسه، وعمل عظيم يتركه مذهولًا، ويحدث ذلك عندما يمتلك الكاتب رؤية واضحة ورسالة تحمل مشاعر إنسانية كونية، ويعرف تمامًا كيف يلامس ذبذبتها في الروح البشرية، أما حين لا تكون الفكرة قد نضجت بعد في ذهن المبدع، فيشعر المرء بأن العمل يحتوي شيئًا ما، لكنه لم يتصل بعد بتلك الذبذبة العميقة.
وأضاف ويل سميث، عندما يدرك الكاتب حقًا ما يريد قوله وما الذي يسعى إلى فعله، يصبح تأثير العمل مضاعفًا. وبالنسبة لي، يظل فيلم "السعي إلى السعادة" أحد أبرز الأمثلة على تلك القوة التي أحبّ رؤيتها في الأعمال العظيمة.
وقال النجم العالمى ويل سميث، إنه ما يزال يتعلم كيفية رواية قصته بطريقة أكثر فاعلية، مشيراً إلى أنه حين كتب كتابه قبل سنوات، اكتشف قيمة أن يجلس المرء ويكتب حكايته بنفسه، فاختيار الكلمات لوصف ما كان يشعر به ويفكر فيه ويمر به يشكل عملية كاشفة تعرف الإنسان على ذاته من جديد.
وأكد ويل سميث أن تجربة كتابة كتابه كانت من أكثر المراحل تحولًا وعمقًا في حياته، فقد أتاحت له أن يتعرف إلى ذاته بصدق، وأن يواجه الفارق بين الشخص الذي هو عليه فعلًا، والشخص الذي ظن أنه هو، ويصف هذه الرحلة بأنها عملية مهذبة للروح لكنها في الوقت نفسه قوية ومؤثرة.
وقال النجم العالمى ويل سميث، إن السعادة بالنسبة إليه، تتجسد في معرفته بأن مواهبه تسهم في مساعدة الآخرين خلال رحلتهم، وبذلك يكون قادر على أن يمتلك ما يشاء وأن يفعل ما يشاء، "والشيء الوحيد الذي يطفئ عطشى في هذه الحياة هو إدراكى أن عملى، وطاقة حضورى، وأفكارى، ومواهبى التي أنعم الله بها عليى تحدث أثرًا إيجابيًا في حياة الناس".
وعند سؤاله عن الفارق بين القصة الجيدة والقصة العظيمة، قال سميث إن الأمر يرتبط بوحدة الفكرة ووضوح الرسالة التي يريد الكاتب إيصالها، مؤكداً أن العمل العظيم هو الذي «يدهش المتلقي» ويصل إلى اهتزاز عميق في الروح البشرية.
يُعد ويل سميث إلى جانب تجربته كممثل ونجم سينمائي، مؤلفاً للكتب الأكثر مبيعًا، إذ نشر بمشاركة الكاتب مارك مانسون سيرته الذاتية التي لاقت استحسان النقاد والقراء بعنوان ويل، والتي تقدم رؤى متعمقة حول نشأته ورحلته الإبداعية والدروس التي تعلمها خلال مسيرته الطويلة تحت الأضواء، كما ألّف كتاب الأطفال نحن الاثنان فقط المستوحى من أغنيته الشهيرة التي تحتفي بالرابط الوثيق بين الأب والابن.