ستيفن سودربيرج من الدوحة السينمائي : لو أنتجت أفلامًا أحبها ولكن لا يشاهدها أحد فلن ينتج لي أحد
التقى اليوم المخرج الهوليوودي الشهير ستيفن سودربيرج صحافة واعلام مهرجان الدوحة السينمائي قبل ساعات من عرض فيلمه الجديد "عائلة كريستوفر" في المهرجان.
وفي حديثه عن فيلمه الأخير، قال مخرج فيلم "Ocean 11" إنه عندما بدأ هذا المشروع، كانت لديه فكرة مفادها انه عندما نرحل، نحيا في ذكريات الآخرين الذين عملنا معهم، سواءً كانوا أصدقاءً أو عائلة، ولذلك كان يسأل نفسه ما نوع القصص التي تُريد إعادة تجسيدها كشخص وفنان؟ وان هذا ما كاني فكر أفكر فيه عندما كان ينتج هذا الفيلم.
وعندما سُئل عن نوع السينما الذي يُفضّله، الاجتماعية أم التجارية، قال سودربيرج إنه يُركز فقط على القصص عند خوض غمار صناعة أي فيلم. وقال إن هناك نوعين من الأفلام: أفلام تُصوّر العالم كما نتمناه، وأفلام تُصوّره كما هو. مضيفا "أعتقد أن كلا النوعين صحيح".
وعبّر عن رأيه في مهرجانات الأفلام، قائلاً: "في القرن الحادي والعشرين، تتعدد أشكال سرد القصص، مما يدفع السينما إلى النضال للحفاظ على مكانتها، ومهرجانات الأفلام إحدى الطرق التي تواصل من خلالها السينما الوصول إلى الجمهور.
وكشف : "بدأت مسيرتي المهنية في مهرجان سينمائي، لكنني آمل ألا تنتهي هنا. مهرجانات الأفلام مهمة، لأن اجتماع مجموعة من الناس في قاعة ومشاهدة فيلم واحد معًا يُشكّل تجربة مميزة للغاية، وأنا أدعمها دائمًا، ويسعدني جدًا أن أكون جزءًا من هذا المعرض".
ووصف سودربيرج عملية التقاء الفنانين من ثقافات مختلفة في مهرجان سينمائي مثل الدوحة بأنها من أنجح الجسور التي يمكن بناؤها بين الثقافات نظرًا لتشابه جوهر سرد القصص. كما تحدث عن متعة العمل في أي فيلم يؤدي إلى الانغماس في عالم القصص.
وعندما سُئل عما إذا كان لديه أي تفضيل بين السينما والتلفزيون، أجاب سودربيرج بشكل قاطع : لا، أن أحد الأشياء التي أعجبتني في العمل التلفزيوني هي قدرته على عرض أعمال فنية أكبر، على سبيل المثال، كان لمسلسل "The Nick" موسمان، مدة كل منهما 10 ساعات، وكان من الممتع حقًا عرض أعمال بهذا الحجم، ولكن هناك أفكار معينة تُعتبر أفلامًا، وأعتقد أننا جميعًا مررنا بتجربة مشاهدة برامج تلفزيونية شعرنا فيها بأننا لا نعرف إن كانت ست ساعات ضرورية، إنها فكرة مثيرة للاهتمام، لكن كان من الممكن تحويلها إلى فيلم. أحيانًا أرى توسعًا في قصة ما إلى مسلسل، وهو أمر لست متأكدًا من أنه كان ينبغي توسيعه.
كما تحدث عن مشروعه القادم، وهو فيلم وثائقي مستوحى من آخر مقابلة لجون لينون، واصفًا إياه بوثيقة تاريخية مهمة. وقال إنه لا يسعى إلى إعادة ابتكار هذا النوع من الأفلام، بل يأمل في إنتاج فيلم يصل إلى الناس ويسمح لهم بسماع ما قاله جون وزوجته يوكو قبل مقتله.
وعندما سُئل عن ضغوط إيرادات شباك التذاكر والسينما التي يرغب في إنتاجها، أقر بمواجهته لضغوط دائمة وقال : "السينما فن شائع، وفيه توتر بين القصص التي نريد سردها والقصص الناجحة في السوق. إذا واصلت إنتاج أفلام لا يشاهدها أحد، فلن يدفع لك الناس مقابل إنتاجها. من واجب الفنان التكيف، وأنا مدرك لرغبتي في إنتاج قصص أشعر بالارتباط بها، ولكن لديها أيضًا إمكانية الوصول إلى الجمهور".
عُرض في الدوحة السينمائي فيلم سودربيرج الجديد، "كريستوفرز"، وهو فيلم كوميدي أسود، يحكي قصة رسام تقاعد لكنه لا يزال متمسكًا بأعماله السابقة، ويبقيها بعيدة عن أبنائه.