جنوب لبنان: رحلة بين موانئ التاريخ وأعالي الجبال .. اعرف أهم الوجهات التي لا تفوت
بينما يمتزج عبق التاريخ الفينيقي بسحر الشواطئ المتوسطية، يبرز جنوب لبنان كلوحة سياحية متكاملة تجمع بين القلاع الصليبية، الآثار الرومانية، والطبيعة الجبلية الخلابة.
يعتبر جنوب لبنان متحفاً مفتوحاً يروي حكاية حضارات تعاقبت على سواحله وجباله.
تبدأ الرحلة من مدينة صيدا، "بوابة الجنوب"، حيث تقف قلعة صيدا البحرية شامخة فوق صخرة يحيط بها البحر، لتعكس فنون العمارة الصليبية. وبالقرب منها، تمتد الأسواق القديمة بممراتها الضيقة المليئة بالحرف اليدوية، وصولاً إلى متحف الصابون وقصر دبانة الذي يجسد فخامة العمارة العثمانية.
وبالتحرك جنوباً نحو مدينة صور، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، نجد أنفسنا أمام عظمة الإمبراطورية الرومانية في موقع البص الأثري، الذي يضم أكبر ميدان لسباق الخيل في العالم الروماني وقوس نصر مهيب. ولا تكتمل زيارة صور دون الاسترخاء على محمية شاطئ صور الطبيعية، التي تُصنف كأنظف شواطئ البحر المتوسط برمالها البيضاء ومياهها الفيروزية.
أما لمحبي الطبيعة الجبلية، فتمثل مدينة جزين "عروس الجنوب" ملاذاً فريداً، حيث تشتهر بـ شلالها الشاهق الذي يعد من أعلى شلالات المنطقة، وغابة بكاسين للصنوبر، وهي الأكبر في الشرق الأوسط، وتوفر مسارات مثالية للمشي والتخييم. وعلى قمة جبلية قريبة، تطل قلعة نيحا (شقيف تيرون) المحفورة في الصخر، والتي شهدت فصولاً من تاريخ الأمير فخر الدين المعني الثاني.
وفي الجانب الديني والروحي، تبرز بلدة مغدوشة بمزارها الشهير "سيدة المنطرة"، حيث يعتقد أن السيدة العذراء انتظرت السيد المسيح هناك، وهو مزار يوفر إطلالة بانورامية ساحرة على الساحل الجنوبي. كما تحضر بلدة قانا في الوجدان الشعبي كوجهة دينية وتاريخية تضم نقوشاً صخرية موغلة في القدم.
يختتم الجنوب سحره في الناقورة عند نقطة الحدود البحرية، حيث المنحدرات الصخرية البيضاء التي تعانق البحر، ليبقى الجنوب اللبناني وجهة لا غنى عنها لمن يبحث عن مزيج استثنائي بين الأصالة التاريخية والجمال الطبيعي البكر.